من إعلام العدو: حكومة نتنياهو منفصلة عن الواقع وتواصل جرنا الى الهاوية

ترجمة وتحرير – غسان محمد:
«في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة للوحدة التي نشأت من الحرب، فإن الأسوأ من ذلك كله يحدث في الوقت الذي ندفن فيه موتانا»، بهذه الكلمات بدأ الصحفي الإسرائيلي إفرايم غانور مقاله في صحيفة «معاريف» بعنوان «حكومة نتنياهو منفصلة عن الواقع وتواصل جرنا الى الهاوية»، حيث أشار الكاتب في مقاله إلى« أنه حين ترفض الحكومة بحث موضوع «اليوم التالي» فإنها تثبت لنا للمرة الألف أن هذا هو أسوأ وأفظع تشكيل حكومي عرفته «حكومات إسرائيل» منذ إقامتها، وأنها منفصلة عن الواقع وعن احتياجات الشعب والوطن، وأنها تركز فقط على شيء واحد، هو البقاء في اليوم التالي».
وأضاف غانور: «هذا واضح في كل خطوة وحركة تقوم بها هذه الحكومة، ولهذا تبذل كل ما في وسعها لمنع أي نقاش أو تحرك يتضمن بدء نقاش حول اليوم التالي، لأن مسؤوليها يشعرون جيداً بشعور الناس تجاه سلوكهم الفاشل قبل وأثناء الحرب، وهم يدركون أن أغلبية الشعب غاضب من هذا السلوك ويعتزم معاقبتهم وإرسالهم إلى مكانهم الصحيح في مقاعد المعارضة، بعيداً عن إدارة البلاد».
وتابع: «سيُذكر اجتماع مجلس «الكابينت الحربي» يوم الخميس الماضي باعتباره الاجتماع الأكثر تضليلاً وقبحاً في سجل الحكومات الإسرائيلية، فقد كان في الواقع كميناً سياسياً مُدبراً لرئيس الأركان هرتسي هليفي، وكان الهدف منه بشكل أساسي منع مناقشة مسألة اليوم التالي، التي يتهرب نتنياهو من مناقشتها لأنه لا يملك إجابة جدية عن السؤال الذي يتعلق بمن سيحكم مليوني فلسطيني في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وقد كرر نتنياهو بحث المسألة، مراراً وتكراراً، إرضاءً لشركائه السياسيين، وقال: إن السلطة الفلسطينية ليست جديرة أو مرغوباً بها لإدارة الحياة المدنية لقطاع غزة في اليوم التالي».
وأضاف: «من هنا فإن هدف الهجوم على رئيس الأركان كان «تفجير» الاجتماع وتأجيل النقاش، علماً أن الأمر الذي يجب التأكيد عليه هو أنه في زمن الحرب يجب أن يكون الشعب متحداً خلف «الجيش» الإسرائيلي من أجل تحقيق أهداف الحرب، والقضاء على حكم حماس وعودة المختطفين، لكن ليس من قبيل المصادفة أن يستدعي نتنياهو إلى هذا اللقاء المهم الوزير دودي أمسالم، وهو ليس من وزراء «الكابينت الحربي»، علماً أنه لا يوجد شخص مثل أمسالم لإشعال النيران السياسية عند الحاجة، كما أن ما أكمل هذه المهزلة هو الصمت المدوي لرئيس الوزراء، بينما انضم «أبطال إسرائيل» بن غابير وسموتريتش إلى أمسالم، بينما قدمت ميري ريغيف المدفعية من الجناح لمساعدة المهاجمين».
وتساءل كاتب المقال، لماذا هاجموا رئيس الأركان في ذروة الحرب؟ بسبب لجنة التحقيق التي يعتزم تشكيلها لفحص وانتقاد سلوك الجيش الإسرائيلي اعتباراً من 8 تشرين الأول، وبترجمة أكثر دقة فإن تحقيقاً مهنياً شاملاً في سلوك الجيش بكل فروعه خلال المعارك في قطاع غزة وفي الشمال، يجب أن يزود رئيس الأركان والجيش الإسرائيلي بمعلومات حول الإخفاقات وسوء السلوك الذي يجب تجنبه في المستقبل، وشخص مثل نتنياهو يعرف هذه التحقيقات التي تتطلب من كل هيئة عسكرية أن تفحص نفسها بعد كل إجراء، وخاصة بعد حرب مستمرة طوال ثلاثة أشهر، لهذا السبب فإن صمت نتنياهو في مواجهة هجوم وزراء الحكومة يثبت الاتجاه الواضح: كلما اقتربنا من نهاية القتال في قطاع غزة، كلما اشتد صراع هذه الحكومة الفاشلة من أجل بقائها، مع التوجه الرئيسي وهو نقل كل إخفاقات هذه الحرب إلى الجيش الإسرائيلي وإلى رئيس الأركان، وقائد القيادة الجنوبية، ورئيس الاستخبارات العسكرية.. إلخ.
وعندما يتم فحص الحقائق في الشارع وبين الناس كما تنعكس في استطلاعات الرأي، فإن الهجوم على «رئيس الأركان والجيش الإسرائيلي والشاباك»، لن يفيد الحكومة، التي ليستا لديها فرصة لمواصلة الخدمة بعد الحرب، إذ إن «شعب إسرائيل» لن يسامح ولن يسمح لهذه الحكومة بمواصلة الحطّ من شأن البلاد والشعب بدرجة أكثر

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار