أربعة عشر عاماً ومركز المعالجة المتكامل في السويداء غير «متكامل»
السويداء- طلال الكفيري:
لم تعد مكبات السويداء البالغة 65 مكباً إلّا مجرد”نكرة” مذمومة بالنسبة لأهالي قرى وبلدات المحافظة، لما أصبحت تلحقه بهم من أذى بيئي وخطر صحي، من جراء السحبٍ الدخانية المنبعثة منها على مدار الساعة، لكون معالجة النفايات المنزلية ضمن هذه المكبات، ما زالت تتم بطريقة الحرق.
إذاً حرق النفايات ورميها عشوائياً من سائقي سيارات النظافة، كانت و حسبما أشار عدد من الأهالي لـ” تشرين” المسبب الرئيس للأمراض الصدرية، وخير مثال على ذلك مكب مدينة السويداء الملوث لهواء قرية كناكر منذ أكثر من ثلاثين عاماً، أضف لذلك فقد باتت هذه المكبات، وخصوصاً القريبة من التجمعات السكنية الناقل الوحيد للروائح الكريهة والحشرات الضارة الناقلة للأمراض المعدية، وبالرغم من تحول هذه المكبات إلى بؤر ملوثة للهواء والتراب والماء، فالمعالجة الناجعة لمشكلاتها مازالت عالقة، لكونها تكمن، وعلى لسان كافة مسؤولي المحافظة، بإنجاز مركز المعالجة المتكامل الذي ما زال غير متكامل نتيجة عدم الانتهاء من أعماله البنائية الإنشائية حتى هذا التاريخ، رغم انطلاقها منذ عام ٢٠١٠
طبعاً التأخر بإنجاز هذا المشروع يعود بالدرجة الأولى، حسبما أوضح رئيس دائرة النفايات الصلبة بمديرية الخدمات الفنية المهندس حسام حامد لـ” تشرين”، إلى إحجام المتعهدين حينها عن التقدم للمناقصات المعلن عنها من مديرية الخدمات الفنية، مع العلم أن هناك العديد من المناقصات أعلن عنها أكثر من مرة ومع ذلك عادت بخفي حنين.
مضيفاً: إن عزوف المتعهدين لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة الارتفاع المستمر لأسعار مواد البناء وعدم استقرارها في السوق المحلية، لتذبذب سعر الصرف، والمسألة الثانية والتي كانت السبب الرئيس في تأخر المشروع هي وقوعه بمنطقة غير آمنة، علماً أنه أنجز من المشروع السور الخارجي والمبنى الإداري وخليتا طمر، إضافة لحفر بئري مياه، وتقوم الدائرة حالياً بتنفيذ سبع خلايا طمر صحية ومحطة فرز وتدوير للنفايات، إضافة للمعمل لإنتاج السماد العضوي ومخزن للنفايات الخطرة.
ولفت حامد إلى أنه ريثما يتم الانتهاء من مركز المعالجة المتكامل، وبهدف رفع الضرر البيئي عن بعض قرى وبلدات المحافظة، ولاسيما المتضرر منها من هذه المكبات، قامت الدائرة بتأهيل أكثر من عشرين مكباً من خلال تعزيلها وطمر النفايات تفادياً لحرقها، وفتح طرق تمكين سيارات النظافة من الوصول إلى داخل المكب، كي لا يتم رمي النفايات على جانبي هذه المكبات، عدا عن ذلك فقد قامت الدائرة كذلك بنقل عدة مكبات لوقوعها بالقرب من بساتين الفلاحين.
وأكد أن الحل لمشكلة هذه المكبات، يكمن بإنجاز خلايا الطمر في مركز المعالجة المتكامل في عريقة والذي من شأنه إنهاء وجود المكبات العشوائية، ذلك من خلال ترحيل نفايات الوحدات الإدارية إلى محطات النقل الأربع الكائنة في “شقا وبلدة الصورة الصغيرة وصلخد ومدينة السويداء”، التي تعمل الدائرة على تأهيلها بعد تعرضها للتعديات وسرقة موجوداتها، ليصار فيما بعد إلى ترحيل النفايات إلى مركز المعالجة المتكامل.