بعد ما شهده القطيع من نفوق.. تحسّن كبير في واقع مبقرة «جب رملة».. و 2 طن حليب يومياً
حماة – محمد فرحة:
تشهد مبقرة “جب رملة” هذه الأيام حملة واسعة من النظافة والتعقيم لكل من تطأ قدماه مدخلها، شخصاً كان أم وسيلة نقل، ويمنع الاقتراب من الحظائر إلا للعاملين في إطارها، بمعنى أوسع وأشمل حالة طوارئ واستنفار كل العاملين فيها للتقيد بالإجراءات الاحترازية المفروضة عليها، الأمر الذي أدى إلى استقرار وضعها الفني ليبلغ إنتاجها من الحليب اليومي طنين، وهي التي شهدت في عام ٢٠٢٢ وحتى الربع الأول من العام المنصرم نفوق ١٠٨ رؤوس، ليبدو وضعها الفني اليوم أكثر استقراراً وإنتاجاً وتعافياً، وفقاً لحديث مدير المبقرة المهندس محمد برهوم لـ”تشرين”.
وبلغة الأرقام تحدث مدير المبقرة ومدير الإنتاج، فأوضحا أن عدد القطيع الإجمالي اليوم في المبقرة ٣١٧ رأساً من الأبقار، وهو الذي كان قبل سنتين حوالي ٥٠٠ رأس.
وكشف برهوم أن عدد الأبقار الحلوب اليوم هو ١٢٥ رأساً نظرياً، لكن فعلياً هو ٩٥ فقط الذي يدخل إلى المحالب الآلية، موضحاً أن الـ٣٠ رأساً المتبقية هي في حالة جفاف من الحليب تقريباً، بمعدل إنتاج وسطي من الحليب للرأس الواحد ٢٢ كيلوغراماً.
وفي معرض إجابته عن سؤال “تشرين” ماذا عن القطيع النامي الرديف، يستطرد مدير المبقرة بأن عدده ١٨٢ رأساً، مطالباً بأن تبقى المبقرة تحت الحجر الصحي دائماً حفاظاً على القطيع وحمايته ونظافة المحطة وتعقيمها بشكل مستمر، لما لذلك من مردود إنتاجي كبير صحياً على القطيع وإنتاجياً وعلى العاملين في المبقرة.
وبيّن أن كل التقارير الطبية البيطرية والتحليلية، أشارت إلى وجود حالة عرضية أصابت القطيع، لم تتضح بعد كل مسبباتها، وهنا يضيف مدير الإنتاج في المبقرة إنه سبق للمبقرة أن أصيبت بالحالة نفسها عام ٢٠١٧، لكنها تعافت بعد نفوق بعض قطيعها.
تحصين القطيع باللقاحات
وتطرّق مدير المبقرة إلى أن تحصين القطيع يشكّل الجدار الأول لحمايته، حيث يتم إعطاؤه لقاحات دورية وعلاجية ومناعية، وخاصة للأمراض التنفسية في فصل الشتاء.
وأضاف: رغم غياب الأطباء البيطريين لدينا، حيث لا يوجد سوى طبيب واحد مندوب لدينا، في حين أن بقية الكادر الفني هم من المراقبين البيطريين ومناوبي الصحة، وحتى الآن لم تصل إلينا نتائج التحاليل المخبرية، وفي كل الأحوال الوضع اليوم أكثر استقراراً بدليل عودة الإنتاج إلى سكته الصحيحة.
وأشار برهوم إلى أن عملية التنسيق التي تجرى على قطيع المبقرة بأنه يقسم على شقين: الأول تربوي، يتمثّل بانخفاض إنتاج البقرة من الحليب، فيقل مردودها ولم تعد اقتصادية، فيتم بيعها بموجب إعلان رسمي.
أما الشق الآخر، فيتم عبر مزاد طرح الأبقار التي لم تعد في وضع صحي جيد، فيتم بيعها للقصابين أو لـ”السورية للتجارة». هذا في الشق المتعلق بالأبقار الحلوب، أما فيما يخص عجول التسمين فلدينا الآن أربعة عشر عجلاً، وحين يصل كل منها إلى عمر / ١٨ / شهراً وبوزن من ٥٠٠ إلى ٨٠٠ كيلو تطرح للبيع كلحوم، ويتم حالياً وبشكل مستمر العناية الفائقة بالعجول الرضيعة والقطيع الصغير النامي، بهدف تأسيس قطيع جديد وزيادة عدد الأبقار في المبقرة.
وعن معمل الألبان والأجبان، بيّن أنه يتم تصنيع من ١٥ إلى ٢٠ طناً شهرياً وفقاً لحاجة السوق وإمكانية تصريف المنتج، وخاصة ضعف القوة الشرائية.
باختصار: هذا هو واقع مبقرة جب رملة اليوم، فمن عملية نفوق في القطيع وتراجع إنتاج الحليب إلى العودة والاستقرار الإنتاجي، وخاصة أنها تمتلك كل مقومات ذلك، فلديها ١٨٠٠ دونم تزرع بالأعلاف الخضراء، ما يشكل مصدراً غذائياً إضافياً مهماً للقطيع.