يؤكد على حق الدفاع المشروع.. “زائلون” يوثق لجرائم الاحتلال الإسرائيلي عبر المسرح
تشرين- ميسون شباني:
الصراع والجهاد من أجل الأرض والتأكيد على حقوق الفلسطينين وحق العودة كانت العنوان الأبرز في تفاصيل العرض “زائلون” لفرقة (العرّاب)، الذي كتب نصه الملحمي وأخرجه عصام علام.. حيث يصر علام خلال العرض على تأكيد الهوية الفلسطينية والتشبث بالأرض عبر استعراض عدد من المراحل التوثيقية لاغتصاب فلسطين وتهجير سكانها والتأكيد على فكرة أن المحتل مهما ادّعى القوة سيبقى ضعيفاً..
وتحكي قصة العرض المسرحي عن عائلة فلسطينية نزحت عن أرض فلسطين نتيجة الممارسات الوحشية للاحتلال الإسرائيلي الغادر، كما يؤكد فكرة الشهادة وانتقالها عبر الأجيال.. عرض مسرحي قام بأدائه مجموعة من الشباب الهواة مستخدمين اللهجة الفلسطينية في محاولة للاقتراب مما يعانونه من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الغاصب.
عمق القضية الفلسطينية
الكاتب والمخرج المسرحي عصام علام أكد أن فكرة المسرحية تلامس عمق القضية الفلسطينية مثل كل العروض المسرحية التي تناولت المحنة الفلسطينية، ولكن تمت معالجتها بطريقةٍ مختلفة من حيث طرح أيديولوجية التفكير الصهيوني قبل الاحتلال وفي بالوقت الحالي عبر تجسيد شخصيات صهيونية في بداية المسرحية وقبل النهاية مع خلال توضيح أهمية مسألة رسالة الشهادة واستمرارها وإيمان الفلسطنيين بحق العودة.. ويُضيف: حاولنا استعادة أحداث مئة عام مرت على فلسطين، أي تأريخ الأحداث المفصلية على وجه الخصوص، وفي العمل أيضاً رسالة إلى أبناء الجيل المعاصر حول حقيقة الصراع العربي- الإسرائيلي والقضية الفلسطينية التي قد تغيب أحياناً لسببٍ أو لآخر عند هذا الجيل، وذلك بفعل سنوات الحرب على سورية التي استنزفته، لكنها لم تنل من عزيمته وثقته بأن الحق لا يضيع لدى من يتشبث به…
العريس الشهيد
من جهتها الممثلة نور أبو تلجة والتي تقدّم شخصية زهرة زوجة عبد الرحمن بطل المسرحية تقول: عايشت زهرة بأحاسيسها وأفكارها، وهي تمثّل المرأة العربية المشبعة بحب الوطن وحب الأرض، لدرجة أنه في يوم حفل زفافها يغادرها العريس للحرب ليعود بعد أسبوع شهيداً ملفوفاً بعلم الوطن، ومن ثمّ لتعيش حالة من الصدمة لأن زوجها استشهد وهي ما زالت عروساً، وبين حالة النزوح والتهجير ورحلة العذاب التي بدأت مع إجبارها على ترك أرضها وقبر زوجها الذي كتبت بدمه على حجر القبر اسم فلسطين، تعيش زهرة حالة الانكسار والغضب وهي من خلال العرض تُشكّل نموذجاً لعشرات النساء في الكثير من العالم العربي، إن كانت زوجة أو أماً أو أختاً فقدت شهيداً، خاصةً مع وضع الحرب الذي عشناه في فلسطين وفي سورية..
الحفاظ على الأرض
كما نوّه الممثل الشاب زين سليمان بأنّ الشخصية التي يقدمها تحمل الكثير من المتغيرات، فإن (عيسى) شابٌ مُجاهد من شباب الأراضي الفلسطينية في عام 1920، حيث كان يقطنُ مع أمه ومنذ صغرهِ سمعَ بما يحدث بأخوتهَ الفلسطينيين على يد الإنكليز والدرك، فقرر في كِبرهِ أن يحمي أرضهُ وأهلهُ وأخوانهُ من كُلّ عدو، وهكذا إلى أن بدأت حرب النكبة حرب الثمانية والأربعون، حيث يشاركَ بها وهوَ فخورُ بنفسه لا يهاب الموت.. فيذهبَ إليها هو ورفاقُهُ من نفسِ القرية (علي وعبد الرحمن)، ولكن خلال المواجهات يرتقي عبد الرحمن شهيداً خلال محاولته تأمين بعض المياه والطعام لأصدقائه المجاهدين ليعود كل من عيسى وعلي وبعض المجاهدين وهم يحملون الشهيد عبد الرحمن على أكتافهم وبعدها يعيش مرارة التهجير والنزوح على أمل العودة إلى أرضه وبيته في قادمات الأيام..
الجدير بالذكر أن (فرقة العرّاب للفنون المسرحية) قدمت العديد من العروض المسرحية في عدد من المحافظات السورية، كان أخرها كان على خشبة المركز الثقافي العربي في طرطوس وسيقدمون العرض المسرحي “زائلون” يوم ١٤ من الشهر الجاري كانون في دمشق عند الساعة السادسة مساء على خشبة المركز الثقافي العربي في المزة بدمشق.