من إعلام العدو: أهداف الحرب على غزة غير قابلة للتحقيق وهي وصفة للفشل

تشرين- غسان محمد: 

تحت عنوان “أهداف الحرب التي وضعها نتنياهو بعيدة المنال” كتب المحلل في صحيفة “معاريف” عيدو ديسينتشيك، أن سلوك “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول، يشير إلى أنها تقترب ببطء إلى نتيجة صعبة للغاية: لن يكون هناك تفكك للمقاومة الفلسطينية في غزة، ولن يكون هناك نصر لـ”إسرائيل”، ومن المؤكد أننا لن “ننتصر معاً”، لأن “إسرائيل” ليست موحدة، وقد يكون الأمر أسوأ، هزيمة السابع من تشرين الأول ستتبعها هزيمة أخرى في نهاية القتال، لأن الأهداف التي حددها نتنياهو بعيدة المنال، وهي وصفة للفشل.

أحد الأسباب الرئيسية لعدم تحقيق النصر هو عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيقه، فنحن نقاتل في غزة منذ نحو 90 يوماً ولم نكمل حتى الآن احتلال وتطهير النصف الشمالي من قطاع غزة، فهل هناك من كان يظن أن الأمر سيستمر كل هذه المدة…؟ الواضح هو أن الفشل العسكري أكثر خطورة.

من الواضح الآن أيضاً أنه لن يكون من الممكن القيام بشيء مماثل في جنوب قطاع غزة لما فعلناه في الشمال، فهناك الكثير من الناس لا يوجد مكان لإرسالهم إليه، بالتالي، لن نتمكن من احتلال خان يونس، وبالتأكيد لن يتم احتلال رفح، ولن يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول إلى محور فيلادلفيا أيضا، لقد تجاوزت القدرة العسكرية للمقاومة كل تصوراتنا، والهجوم الذي شنته في السابع من تشرين الأول كان أكثر من مثير للإعجاب، وكان قتالها العنيد داخل قطاع غزة كفيلاً بإبطاء تقدم الجيش الإسرائيلي.

صور الدمار والقتل في قطاع غزة هي الإنجاز الكبير الوحيد للجيش الاسرائيلي. لكن كثيرين في العالم يشعرون بالرعب والصدمة إزاء ذلك، لذا يجب أن نتوقف. لقد حددنا أهداف الحرب والنصر على النحو التالي: انهيار المقاومة الفلسطينية عسكرياً وتصفية قياداتها، وتجريد القطاع من السلاح، وعودة جميع الأسرى، وإعادة بناء الشعور بالأمن الشخصي الذي سيسمح بعودة مستوطني غلاف غزة والجليل الأعلى إلى منازلهم، والتعامل مع حزب الله ودفعه إلى شمال الليطاني. لكن كل هذه الأهداف لن تتحقق.

لن يتم تدمير المقاومة، وستكون عملية التصفية الأخيرة في بيروت محطة أخرى في مسار المقامرة بحياة الأسرى، أما مسألة الأمن الشخصي فهي محل شك كبير فيما يتعلق بالشمال، لأن المواجهة العسكرية مع حزب الله ستكون أكثر صعوبة.

وبدلاً من أن نفهم حقيقة وضعنا، ونعلن أننا انتصرنا، ونبدأ الحديث مع الأطراف الصديقة حول كيفية ترجمة النصر المُعلن إلى خطوات على الأرض، لا نزال نعتقد أننا “معاً سننتصر”، نحن لا نزال نعتبر الأمريكيين أمراً مفروغاً منه وأنهم سيستمرون في حمايتنا وتمويلنا وتسليحنا طوال الوقت. لكن ها نحن نرى حاملة طائرات واحدة ومجموعتها القتالية بأكملها تغادر البحر الأبيض المتوسط.

السبب الرئيسي وراء عدم فوزنا هو أننا خسرنا كل شيء تقريباً في اليوم الأول، لم نكن مستعدين، وحتى بعد الهزيمة في اليوم الأول، نحن لسنا مستعدين للفوز. لدينا آلة تدمير متطورة، لكن هذا لا يكفي للفوز، وبعيداً عن السبب الرئيسي لعدم إمكانية الفوز، وهو العجز عسكرياً عن تحقيق النصر، هناك القيادة السياسية القزمة والفاسدة التي تقود الجيش، وهناك سبب آخر أيضاً، ففي مرحلة معينة من الحرب، تباينت دوافع إدارتها، وأضيفت أمور جديدة إلى مسائل الأمن والانتقام والوجود: البقاء السياسي لرئيس الوزراء، والليكود كحزب حاكم، والائتلاف كمصدر مالي دائم لتمويل المؤسسات الدينية وتعميق الاستيطان والضم، وطرد مئات الآلاف الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية.

عندما تكون وراء الأهداف المُعلنة للحرب أهداف أخرى، وتكون كلها في يد عسكرية وسياسية قصيرة، فإن رحلة الحماقة والفشل إلى اللا نصر ستصطدم بوجهنا جميعاً، وإذا لم نتوقف على الفور ونغيّر الاتجاه بسرعة، ينبغي أن يكون هناك من يوقظ بيبي وغالانت من أوهامهما.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار