الأرض تمتلك «نظاماً دفاعياً» خاصاً بها قد يحميها من الكويكبات المدمرة

تشير دراسة جديدة إلى أن قوة الجاذبية الهائلة للأرض قد تكون بمنزلة نظام دفاعي مدمج يمكنه حماية الكوكب من «غارات» الكويكبات القاتلة الكارثية التي يحتمل أن تنهي الحضارة على كوكب الأرض.
ويقول العلماء: إن قوة المد والجزر، التي تحدد كيفية تسبب القمر بحدوث المد والجزر في محيطات الأرض، يمكن أن تكون في بعض الحالات قوية بما يكفي لتمزيق الأجسام في الفضاء في عملية تسمى «الاضطراب الموجي» «tidaldisruption».
وعلى سبيل المثال، يقول العلماء: إن أجزاء من المذنب «شوميكار-ليفي 9» تمزقت بفعل قوة المد والجزر لكوكب المشتري في أوائل التسعينيات، ما أدى إلى اصطدام قطع أصغر بكثير من الصخرة الفضائية بالكوكب، ومع ذلك لم يعثر علماء الفلك حتى الآن على أدلة كافية على أن الكواكب الأرضية الشبيهة بالأرض تعطل حركة المد والجزر للكويكبات المارة.
وعلى الرغم من أن دراسات النمذجة تشير إلى أن الكويكبات القريبة من الأرض «NEA» يمكن تدميرها عبر قوة المد والجزر خلال مواجهات قريبة وبطيئة مع الكواكب الصخرية الأربعة الأولى في النظام الشمسي، إلا أن مثل هذه الاضطرابات في المد والجزر للكويكبات القريبة من الأرض لم تتم ملاحظتها بشكل مباشر.
ويقول العلماء: إن مثل هذه الاضطرابات لم تُنسب أيضاً إلى أي عائلات معينة من الأجرام القريبة من الأرض.
وفي بحث جديد لم تتم مراجعته بعد، قدم فريق من جامعة لوليا للتكنولوجيا في السويد دليلاً على الاضطراب الموجي في الأجسام القريبة من الأرض أثناء لقاءات قريبة مع الأرض والزهرة.
وكان العلماء قد قاموا في السابق بتقييم ما يزيد على ست سنوات من بيانات الكويكبات التي تم جمعها بوساطة “مسح كاتالينا للسماء”، وهو برنامج تموله وكالة «ناسا» ويكشف عن الأجسام القريبة من الأرض.
ومع ذلك، فإن هذه الملاحظات لم تتنبأ بعدد بعض الكويكبات الموجودة على المسافات التي تدور فيها الأرض والزهرة حول الشمس.
ووجد العلماء بعد ذلك أن الكويكبات المفقودة كانت في معظمها صغيرة تدور حول الشمس على مستوى مداري الأرض والزهرة ذاته.
ويشتبه الفريق الآن بأن تكون هذه الكويكبات المفقودة قد تعرضت لاضطراب موجي بوساطة أجزاء من الكويكبات الأكبر حجماً.
ووضع العلماء نموذجاً لسيناريو تفقد فيه الكويكبات التي تواجه جاذبية الكواكب الصخرية – المريخ والأرض والزهرة وعطارد – نحو 50 إلى 90% من كتلتها.
ووجدوا أن هذه الشظايا الصغيرة المتولدة من قوة الجاذبية يمكن أن تكون مسؤولة عن الكويكبات التي لم يتم التنبؤ بها سابقاً.
وفي حين أن الاضطراب الموجي الناتج عن الأرض والقمر قد يتصدى لبعض الكويكبات القاتلة التي تهدد الأرض، إلا أن العلماء يقولون إنه يمكن أن يولد المزيد من الأجسام القريبة من الأرض الأصغر والتي من المحتمل أن تضرب كوكبنا أثناء مرورها مستقبلاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار