على هذا الجدار الأزرق.. كلُّ شيءٍ قابل للبيع: ثياب.. فناجين.. كتب عتيقة
تشرين- وصال سلوم:
المتاجر الإلكترونية باتت متاحة للجميع وعلى كل صفحات التواصل الاجتماعي: فيسبوك، انستغرام، واتسآب.. والتسويق حالة فعّالة جداً هذه الأيام، وملحوظة بكثرة لمن يتعاطى العالم الافتراضي.
والسيارات والشقق وبيوت الإيجار، والملابس المستوردة والمكياجات والأدوية والفيتامينات الأجنبية ليست هي الصفحات الوحيدة المنتشرة افتراضياً، ولا كل ما هو جديد متاح فقط للبيع؛ بل هناك كل مايخطر على بالكم من أشياء مستعملة يمكن تسويقها وبيعها إلكترونياً..
عروض ما تيسر
وصفحات كثيرة على السوشيل ميديا تتيح لأعضائها مثلاً عرض كل ما تيسر لربة المنزل من أدوات مطبخ جديدة ومستعملة، وثياب وأدوات كهربائية ومفروشات ولحف وبطانيات.. كل شيءٍ من فنجان القهوة لفستان الزفاف!!
ولم تقتصر حالة البيع والتسويق على الأشياء المادية المطلوبة لذوي الدخل المحدود، أو حتى متوسطي الحال، بل يمكن متابعة صفحات لبيع الكتب، ما عليك سوى البحث بكلمتين: “كتب للبيع”..
كتب للبيع
وستجد الكتب الجديدة والكتب المستعملة، كتب للمراهقين وأخرى لطلاب العلم ومهووسي اقتناء القديم من العناوين والمخطوطات، لكل شريحة قارئ لصفحتها، والتسويق لها يختلف فيما إذا كان البائع عاملاً في مكتبة أو صاحب مكتبة بيتية يبيع كتبه -وأنت وشطارتك- ومتابعتك الحثيثة لتلك الصفحات إن كنت مهتماً بنوعٍ محدد من قديم الكتب يمكن أن تشتريها مباشرة من صاحبها المأزوم مادياً، ويبحث عمن ينقذه من محنته المادية بشراء كتبه ولو بسعرٍ زهيد مقابل ثمنها الحقيقي.
المسوّق “اللهلوب”
فيما المسوق “اللهلوب” يكون عاملاً في المكتبة يشتري الكتب بسعرها النظامي ويبيعها بربحٍ مقبول على صفحات الفيسبوك، وجسر الرئيس أو شركة القدموس في دمشق هما المكانان المناسبان لإيصال الكتب لكلّ زبون.
من ثلاثيات زيكولا وروايات نجيب محفوظ لروايات عبير القديمة والصادق النيهوم وعبد الرحمن منيف ومخطوطات السحر ومقدمة ابن خلدون.. كتب يتراوح ثمنها ما بين الخمسة آلاف والعشرين ألفاً ومجلدات أخرى تصل لسبع مئة ألف..
حالة قراءة
حالة بيع مدهشة وجميلة، وبعيدا عن منظورها المادي وفكرة الربح إلّا أنها تشي من خلال التعليقات وطلاب عناوينها أن شبّاناً كثراً مازالوا يبحثون بين أروقة العالم الافتراضي عما يقرؤون!!!
والأجمل، الحالات الفردية التي أنشأت من منزلها أو محل قرطاسية، مكاناً لإعارة الكتب، لكل طالب علم أو لقارئ.. فالكتب المتوفرة تعرض أسماءها إلكترونياً، والراغب باستعارتها يدفع ثمنها كاملاً ريثما يتم إرجاعها، يرد له المبلغ المتفق عليه بعد اقتطاع ثمن زهيد أجرة إعارتها.
مشروع إلكتروني، يجوز تسميته (بالمشروع) أقامه شباب الفيسبوك افتراضياً من دون أي أجندة وظيفية، أو تغطية مؤسساتية لتلبية متطلبات شريحة فكرية تبحث عن المطالعة بكتب أسعارها رخيصة، مشروع فشلت في إنجازه أو التحريض على فكرة تدويره مؤسساتنا الحكومية التي تمتلك أغلبها مكتبات ورقية قيّمة، إلّا أن جدارها الإسمنتي الصلب يختلف تماماً عن الجدار الفيسبوكي المطواع والقابل لاحتواء كل ما يخطر في بال رواده من تسويق كتب عتيقة أو حتى فناجين وألبسة مستعملة للبيع..