مشروع الهواضم الحيوية خطوة في الاتجاه الصحيح، فلماذا لا تلقى مزيداً من الدعم؟
السُّويداء – طلال الكفيري:
يبدو أنّ أزمة الغاز المنزلي، ما زالت تُلقي بظلها الثقيل على أهالي السُّويداء، ولاسيما مع إطالة زمن استلام رسالة الغاز إلى 60 يوماً، ما يضطرهم أمامها في كثير من الأوقات، لتكون السّوق السّوداء وجهتهم من أجل شراء أسطوانة واحدة بـ150ألف ليرة.
هاجس تأمين مادة الغاز، دفع الأهالي للمُطالبة بضخ روح الحياة مجدداً في مشروع الهواضم الحيوية، الذي أبصر النور في المحافظة منذ سنين عدة، إلا أنّ عدم تلقيه المزيد من الاهتمام حينها، أطفأ وميض هذا المشروع، الذي يعتمد في إنتاجه لمادة الغاز الحيوي والعضوي السائل على مخلّفات المواشي والدواجن، وخصوصاً مع توافر المادة الأولية عند المربين، وأصحاب المزارع.
ويرى أهالي قرى وبلدات ” ذكير- رضيمة اللوا- خلخلة- بريكة- عمرة” التي احتضنت على أرضها 27 هاضماً، أنّ مشروع الهواضم المنتجة للغاز كانت خطوة إيجابية وناجحة بآنٍ واحد، وحقّقت اكتفاءً ذاتياً لأصحاب المشروع، الذين هم من مربي المواشي.
إلّا أنّ إخراج المشروع من دائرة التقنيات الفنية، والتحديثات الدورية، أبقى خطواته إلى”الوراء در”، و الاستفادة من الهواضم لا تتعدّى الاحتياجات المنزلية.
وأضاف الأهالي: إنّه ومن أجل الاستفادة من الهواضم تلك بطريقة علمية، وفنية، يجب تعبئة الغاز المنتج ضمن أسطوانات نظامية، لكون المنتج من الغاز مازال مقتصراً على تمديدات منزلية للمستفيدين من المشروع فقط، وليضطروا في كثير من الأحيان، وخاصة مع انعدام التقنيات الحديثة، إلى تفريغ الغاز الزائد في الخزانات المُعدّة للتعبئة في الهواء، بهدف التخفيف من الضغط الحاصل في هذه الخزانات.
ويشير عدد من المهندسين إلى أنّه في حال رفد المشروع بمزيد من التقنيات الحديثة، سيكون كل هاضم قادراً على تعبئة أكثر من خمس أسطوانات شهرياً، لكون انعدام هذه التقنيات، وبالتالي ترك أصحاب المشروع الذين معظمهم من المربين وحيدين في إدارة هذا المشروع، أبقاه عديم الفائدة، والمتتبع لمسيرة هذه الهواضم سيلحظ أنّ فائدتها اقتصرت على الاستخدامات المنزلية لا أكثر.
و السؤال المطروح بقوة الآن: ما دام المشروع يستطيع أن يحقق اكتفاءً ذاتياً للأهالي من مادة الغاز، وما دامت المادة الأولية متوافرة أيضاً، فلماذا إذاً لا يتم أولاً تلقيه لفتة من الاهتمام والعناية والإشراف، وثانياً إحداث المزيد من الهواضم بإشراف مهندسين متخصصين، وبهذا نكون قد وفرنا المادة ولو بشكل جزئي للأهالي؟
وفي هذا السياق، أوضح مدير شؤون البيئة في السُّويداء المهندس رفعت خضر لـ” تشرين” أن مشروع الهواضم الحيوية يعدّ خطوة إيجابية، والمضي بها وفق أسس علمية، من خلال الإشراف عليها فنياً، سيحدّ بكل تأكيد من أزمة الغاز.
ولفت خضر إلى أنّ الهواضم الحيوية تعدّ من أهم الطرق الصديقة للبيئة والإنسان، وذلك من خلال تحويل مخلفات الحيوانات إلى غاز حيوي و سماد عضوي سائل، مشيراً إلى أنّ المخمرات التي تم إحداثها مجاناً عند عدد من المربين كانت ناجحة، وقد حققت لأصحابها اكتفاءً ذاتياً من مادة الغاز، وتمنى خضر إحداث المزيد من هذه الهواضم، مع إدخال تحديثات تقنية على مشروع الهواضم التي أُحدثت.