الطبابة الشرعية في طرطوس تؤكد انخفاضاً شديداً في أعداد “الضحايا” خلال 2023

طرطوس- ثناء عليان:
كشف رئيس الطبابة الشرعية في طرطوس الدكتور علي سيف بلال أنه تم خلال العام 2023 معاينة 1796 مصاباً من الأحياء، وتنوعت الإصابات ما بين حوادث سير وإصابات رضية أخرى، بينما بلغت المعاينات في العام الفائت 1246 مصاباً، وبلغ عدد كشوف الوفيات 103، منها 36 وفاة ناجمة عن حوادث سير، أما حالات الانتحار لهذا العام فقد بلغت 19 حالة، فيما بلغت العام الفائت 17 حالة انتحار فقط، منوهاً بانخفاض حالات القتل لهذا العام مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت هذا العام اثنتين فقط، فيما بلغت العام الماضي 13 جريمة قتل، وهذا التناقص برأيه يدل على الدور الجلي للطب الشرعي في كشف ملابسات كل جريمة، إضافة لدور الأجهزة القضائية والمعنية وسرعتهما في إلقاء القبض على الفاعلين، وهذا حدّ بشكل كبير من ازدياد الجريمة.
وأكد د. بلال أن الإصابات في أعياد رأس السنة العام الفائت قاربت العدم، ما عدا إصابة رضية واحدة فقط، داعياً جميع المواطنين لتوخي الحذر وعدم إطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات الخطرة في ليلة رأس السنة حفاظاً على أرواحهم، ومتمنياً أن يكون العام الجديد خيراً على سورية وقائدها.

36 وفاة ناجمة عن حوادث سير و19 حالة انتحار وحالتا قتل

وبالنسبة للمخابر الخاصة بعمل الطب الشرعي في طرطوس، بيّن د. بلال أن عملهم يحتاج لوسائل ومعدات تصوير ومخابر معايرة، وعند الحاجة تتم الاستعانة بالوسائل المتوافرة في المشافي، التي تبدي تعاوناً كبيراً في كل الإجراءات الممكنة، وعند الحاجة لمخابر متطورة مثل السموم و(DNA) يوجد مخابر مركزية في الهيئة العامة للطب الشرعي وإدارة الأدلة الجنائية، وهي غير متوافرة في المحافظة.
وعن الصعوبات التي تواجه عملهم، أكد د. بلال أنه لا توجد مشكلات وصعوبات حقيقية بشكل عام، وذلك للتعاون الكبير الذي تبديه المؤسسات المعنية بالعمل على مساحة المحافظة، ولكن هناك بعض المنغصات التي تحدث بسبب حساسية عمل الأطباء الشرعيين، ولكن يتم العمل على حلها فوراً وفي حينها.
ورداً على سؤال “تشرين” عن أسباب نقص الأطباء الشرعيين بشكل عام، أجاب د.بلال: ربما يعود السبب إلى طبيعة عمل الطبيب الشرعي كونها شاقة، وللمسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتقه أثناء عمله، ولا يخفى عن أحد الواقع المادي الضعيف للطبيب الشرعي بالمقارنة مع زملائه الأطباء ممن يمارسون عملهم في المراكز والمشافي وعياداتهم الخاصة، وهذا غير متوافر للطبيب الشرعي، إضافة إلى ان الطبيب الشرعي يجب أن يكون على أهبة الاستعداد ليكون حاضراً عند الحاجة في أي وقت يطلب منه.
وعن دور الهيئة العامة للطب الشرعي في سورية في دعم الأطباء الشرعيين ورفع سوية عملهم، أوضح د. بلال أنها لم تدخر جهداً من شأنه رفع سوية العمل وتحسين واقع الطبيب الشرعي وتنظيم عمل الطبابة الشرعية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم إجراء دورات تدريبية عديدة لرفع السوية العلمية للأطباء وتزويد المراكز بالوسائل التعليمية، كما تم إيفاد العديد من الزملاء للخارج لاتباع دورات علمية وبحثية، ليكونوا طاقات وطنية يدربون زملاءهم، وعملت الهيئة على استصدار دليل لتحديد نسب العجز الطبي ودليل عمل الطبيب الشرعي، ما وحّد العمل في المحافظات كافة، كما عملت على تجهيز عدة مراكز للطب الشرعي ومشارح في المحافظات، ومنها مركز الطب الشرعي في طرطوس، إضافة إلى تامين كل المستلزمات الطبية والوقائية لحماية الأطباء الشرعيين من الأمراض، كونهم الفئة الأكثر عرضة لانتقال الأمراض إليهم أثناء عملهم، وخاصة أثناء الكشف على الجثث.
يذكر أن مركز الطب الشرعي في طرطوس هو أحد مراكز الهيئة العامة للطب الشرعي في سورية، يتبع له 5 نقاط طب شرعي موزعة على خمس مناطق وهي: “بانياس، القدموس، الشيخ بدر، الدريكيش، صافيتا”، ويضم ثمانية أطباء اختصاصيين بالطب الشرعي من ذوي الخبرة، وأحد عشر مكلفاً للعمل في المناطق والنقاط التابعة له، حسب الدكتور بلال.
وبيّن أن المركز الرئيسي للطب الشرعي في طرطوس يغطي كامل المحافظة وعلى مدار 24 ساعة، دون اتخاذ أي يوم عطلة خلال العام تلبية لحاجة السلطة القضائية والأقسام الشرطية في أي وقت، ولتقديم الخدمة للمواطنين بالسرعة القصوى بكل مهنية، لافتاً إلى أن المركز يقوم بإحصائيات شهرية وسنوية ودراستها ومقارنتها مع الأعوام السابقة، والعمل على التوعية والتحذير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار