أمنيات 2024

بعد ساعات قليلة نودع عاماً، غلبت عليه المنغصات المعيشية التي أرخت بظلالها على أحوال الناس كافة، بعضها من جراء الحصار الاقتصادي الجائر على الوطن، لكن جلها الأكبر كان نتيجة أخطاء في المعالجات لا نزال ندفع ثمنها حتى الآن، ونقصد هنا ما يتعلق بالحالة المعيشية للناس.

ونتمنى أن يرتقي أداء مؤسساتنا المختلفة، إلى مستوى أداء جيشنا الباسل  الذي سطر أروع الأمثلة في التضحية والفداء، المؤسسة الاجتماعية الأبرز في حياتنا، التي لا تلين أمام التحديات مهما اشتدت وكبرت، وكانت على الموعد في كل زمان ومكان، ولا تلين عزيمتها أمام جميع التحديات التي واجهتها على مدار العديد من السنوات.
إن الوقوف على جردة الحساب التي تتسابق فيها المكاتب الصحفية للوزارات الخدمية، المتعلقة بمشكلات الناس وأوجاعهم وأحوالهم، لإظهار ما أنجز في العام الحالي ٢٠٢٣ تجعلنا نشعر، وكأن الأمور “عال العال”، ولا نعاني من أي شي، لا في الخدمات ولا في الزراعة وكذلك الصناعة و الكهرباء والموارد المائية وووو..
فالفلاح لا يعاني من ارتفاع  مستلزمات الإنتاج، وتوافرها وزيادة أسعار الأسمدة الكاوية كل فترة، التي تدفع العديد لهجرة أراضيهم، ولا ارتفاع أسعار المحروقات، وأجور النقل وغيرها وصعوبة التسويق، لدرجة دفعت العديد من المنتجين الزراعيين للابتعاد عن هذا “الكار” الذي عايشوه تاريخياً خلال حياتهم.
لا يزال المواطن ينتظر الوعود التي تطلق من الجهات الرسمية، كما كانت في بداية العام الحالي، بأن الكهرباء ستشهد تحسناً في النصف الثاني من عام ٢٠٢٣.
فأي تحسن ذاك الذي شهدته، وخصوصاً أنها العصب الأساس والمحرك للعجلة الإنتاجية، ومن دونها ستكون الحياة صعبة، لأن البدائل عنها على صعيد الطاقات البديلة مكلفة، ما يزيد من التكاليف الإنتاجية، التي ستنعكس على ارتفاع الأسعار أيضاً، وليس بمقدور العديد من الأسر الحصول عليها.
نتمنى أن يعيش المواطن في بحبوحة، وقد أُمّنت له حاجاته الأساسية من كهرباء وغاز وتحسين واقعه المعاش، وأن يكون البوصلة الحقيقية للجهات المعنية في رسم سياساتها المختلفة على أكثر من صعيد.
أن يرتقي عمل كل مؤتمن، هكذا يفترض، في عمله لمستوى الطموحات والمسؤولية التي أنيطت به، وليعدّ الكرسي التي يجلس عليها تكليفاً لإنجاز المهمة بإحساس عالٍ من المسؤولية، وليس ميزة لتحقيق المآرب الشخصية والمكاسب الذاتية.
أن تسود المراقبة والمحاسبة في ميادين العمل جميعها، وأن يفعّل مبدأ من أين لك هذا؟
فهل تتحقق أحلامنا؟. نأمل ذلك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار