من إعلام العدو “إسرائيل” عالقة في حرب بلا أفق.. والأمريكيون جاؤوا كي ينقذوها من نفسها
تشرين- غسان محمد:
تحت عنوان”حرب بلا أفق” كتب المحلل في صحيفة “معاريف” ران أدليست، أن أي حرب لا تكون عبارة عن هجوم خاطف مُخطط له بدقة، هناك احتمال أن يؤدي إلى حمام دم غير ضروري، من جانبنا أو من الجانب الآخر، إلى وقف تقدم القوات. وأضاف: في عام 2006، في حرب لبنان الثانية، تحطمت خطة الجيش الإسرائيلي ورئيس الحكومة إيهود أولمرت للوصول إلى نهر الليطاني بفرقتين عسكريتين إثر كمين مميت في وادي السلوقي، وأدى ذلك إلى سحب قواتنا إلى الخلف، ويبدو أن سلسلة الأحداث المأساوية في الأسبوع الماضي، هي بمثابة حافز لتكرار الوضع.
من الناحية العملياتية، لا توجد اليوم ألعاب، وآلية الاستعداد الميداني الجديد للجيش تنتظر نتائج الاتصالات مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، والضغوط الأميركية، وما لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي معلومات استخباراتية حقيقية عن وضع المقاومة والقدرة على تحقيق أهداف الحرب في فترة زمنية معقولة لا تتجاوز أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وإذا لم تكن هناك معلومات وتقييم للقدرة، سيكون ما يجري مقامرة خطيرة على حساب الأسرى والجنود.
ورأى أدليست، أن الأمريكيين يتقاطرون إلى “إسرائيل” بأعداد كبيرة، ويلعبون كفريق واحد، ويلعبون مع بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، وهرتسي هاليفي، ضد بنيامين نتنياهو، وأرييه درعي، وإيتامار بن غابير، وبتسلئيل سموتريتش. فهم لا يثقون بـ نتنياهو، ولا بالتزامه بتنفيذ ما يقوله، والإسرائيليون يعرفون ذلك عن كثب، وعليهم أن يعترضوه في ملعبه.
وبحسب أدليست، فإن مهمة الإنقاذ الأمريكية هي إنقاذ “اسرائيل” من نفسها، والبحث عن حكومة جديدة، بالتالي، لا ينبغي لنا أن نصدق أي قصص عن “الصداقة الشجاعة” بين “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية. فائتلاف نتنياهو شوكة سامة في مؤخر الإدارة الأمريكية، حاول الأمريكيون انتزاعها بالملقط. ويبدو أنه من الآن فصاعدا، إذا لم يتوقف نتنياهو عن عروضه الرمزية المحمومة، فإن بايدن سيستخدم سكين الجزار ويفضل وجود حكومة أخرى.
الرئيس الأميركي مهدد حالياً بالسقوط في أوكرانيا، والإضرار بالركيزة الاستراتيجية الأوروبية، وعدم اتخاذ قرار حاسم في الشرق الأوسط، والطريق في الحالتين يمر عبر الاتصالات والمحادثات حول التسوية مع جميع الأطراف، بما في ذلك الكونغرس، الذي يمنع إمداد فولوديمير زيلينسكي والجيش الإسرائيلي بالسلاح وفيما يتواصل إطلاق النار، لا أحد من الأميركيين والإسرائيليين المشاركين في المحادثات يعرف أي شيء واضح عن المقاومة في غزة، وبنيتها التحتية وقدراتها القتالية. ولدى تحليل السلوك على أرض الواقع، يتضح أن الجميع يبحثون في الظلام، ويعتمدون على الرقيب الاستراتيجي للقيام بهذه المهمة نيابة عنهم.
ما نعرفه هو أن القتال مستمر بكامل قوته، وأي توقعات تقدّر متى يتوقف القتال تعتمد على قدرة الجيش الإسرائيلي وتقدير مجلس الوزراء الحربي، بقيادة هرتسي هاليفي وبيني غانتس وغادي آيزنكوت، وفي ضوء هذا الوضع، تشير آخر استطلاعات الرأي، أن الجمهور يعتقد أن حكم نتنياهو بات موضع شك جدي، ومعه الائتلاف الحكومي، وأنهم ينشغولون في السياسات الانتخابية بينما يتساقط الجنود من حولنا، وفي هذه الأثناء لا يوجد سبيل لردم فجوة انعدام الثقة في المستى السياسي، والسبب، هو القيادة نفسها، وعلى رأسها نتنياهو وحلفائه. بالتالي، فإن أحد الأسباب التي تجعلنا عالقين في حرب بلا أفق، ينبع من الجمود العقلي والمهني.
وختم أدليست قائلا: كل هذه الحركات، والاصطفاف المتشدد، تأتي بدلا من رؤية الصورة الكبيرة بشكل شمولي، فقد قيل لنا إن العالم العربي نسي الفلسطينيين، وبعد ذلك يتبين أنه في كل مرة نبدو فيها وكأننا نخطو خطوة إلى الأمام في العلاقات، كما هو الحال في “اتفاقيات إبراهيم”، يتبين أننا حصلنا على قطعة حلوى لتشجيعنا، لكنها في الواقع تلزمنا بالذهاب إلى اتفاق مع الفلسطينيين. لكن، حتى الحديث مع الفلسطينيين عن تسوية ما، لا يمكن أن يتم بسبب حالة الجنون الماشيحاني وفخ التحالف الحاكم، خصوصا عندما يتضح أن الحرب في غزة نتيجة مباشرة لهذا الوضع. والمحصلة، أن نتنياهو نفسه ليس لديه خطة لأي شيء سوى إرضاء أحزاب الائتلاف والعائلة، والمخرج من الكارثة الحالية يكمن، في فهم أوضح لمن يفتعلون المشاكل.