نشر توماس كورلي بحثاً في كتابه “غيّر عاداتك.. غيّر حياتك” تضمّن أبرز العادات المشتركة بين رواد الأعمال الناجحين، بعد أن راقب لخمس سنوات الأنشطة اليومية لـ٢٣٣ ثرياً و١٢٨ شخصاً فقيراً، مطلقاً مصطلح العادات الغنية على تصرفات أصحاب الملايين الأثرياء، ويمكن تلخيص هذه العادات بالقراءة، إذ وفقاً لتوماس فإنّ ٨٨% من الأغنياء يقضون نصف ساعة يومياً في القراءة، ولاسيما قراءة التاريخ وسير الأشخاص الناجحين.
أمّا العادة الثانية فهي ممارسة الرياضة انطلاقاً من مقولة “العقل السليم في الجسم السليم” وهي عادة مشتركة بين ٧٧% من الأثرياء، والثالثة هي الاختلاط بالناجحين، والابتعاد عن أصحاب الطاقة السلبية، في حين كانت الرابعة القيام بالأعمال الخيرية، فالأثرياء يحيطون أنفسهم بالناس الطيبين، ويتطوعون لمساعدتهم بمعدل ٥ ساعات شهرياً وهي عادة مشتركة بين ٧٢% من عينة توماس.
والعادة الرابعة تكمن في السعي وراء الأحلام والأهداف في شغف، أمّا الخامسة فهي الاستيقاظ مبكراً، حيث أنّ ٥٠% من العينة يستيقظون قبل ٣ ساعات قبل بدء يوم عملهم، ما يمكنهم من إعادة السيطرة على حياتهم والثقة في أنفسهم.
من ناحيتي، أنا متأكد من أنه في حال أخذنا عينة يقارب عددها ما أخذه توماس لأكثر الأشخاص تأثيراً في اقتصادنا من مسؤولين حكوميين ورجال أعمال، فإننا سنجد أنهم موسومون بالعادات التي ذكرها الكتاب.
فالمؤثرون لدينا يقرأون ربما أكثر من نصف ساعة يومياً عن التاريخ وسير الناجحين، لكن الوقت لا يسعفهم في تطبيقها على أرض الواقع، لتتفجر مواهبهم بعد الإعفاء من المنصب أو بعد زوال الثروة، فيصبحون حكماء ناصحين على وسائل الإعلام.
كما أنّ أغلبيتهم يلعبون الرياضة الصباحية في الهواء الطلق، لكن للأسف ضغوط العمل تمنعهم من الوصول إلى الطرف الآخر من معادلة الجسم السليم بشكل كامل.
هذا إضافة إلى أنهم جميعاً يصلون قبل جميع الموظفين و”الشّحادة وبنتا” إلى مكاتبهم في الصباح الباكر، وآخر مَن يغادرون في ساعات المساء، لأنّ المكتب يمثّل لهم الهدف والحلم الذي يسعون لتحقيقه، فيجمعون الفقراء حولهم في فعاليات دورية تُعقد في فنادق الخمس نجوم مطلقين الوعود، وما يولد الطاقة الإيجابية ويتشاركون معهم الوجبات الفاخرة، ليعودوا ركضاً إلى مكاتبهم ما ينسيهم كل ما قالوه خلال الفعالية، لأن التفكير في الاحتفالية القادمة هو همهم.
الأمر اللافت في كتاب صديقنا توماس أنه بيّن في المقدمة أنّ هذه العادات من الممكن أن تتغير، لكنه للأسف لم يتوقع تغيّر “المتعودين”!