71 بالمئة من أهالي القطاع يعانون من الجوع.. عشرات الشهداء والجرحى بمجازر الاحتلال المتواصلة على غزة
استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم من جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ74 على قطاع غزة المنكوب، فيما كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن ثلثي سكان غزة يعانون من مستويات حادة من الجوع.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر جديدة بقصف طيرانه منازل في مخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، وكذلك قصف منازل في رفح جنوب القطاع ما أسفر عن استشهاد 30 فلسطينياً بينهم صحفي ليرتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان إلى 97 صحفياً.
كما قصف طيران الاحتلال منازل في مخيم البريج وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين، بينما قصفت مدفعيته مخيم المغازي وسط القطاع ومناطق متفرقة في خان يونس جنوبه، ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين.
واستشهد 19453 فلسطينياً وأصيب 52286 معظمهم أطفال ونساء من جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الفاشي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
في هذه الأثناء كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن أكثر من 71 بالمئة من أهالي قطاع غزة يعانون من مستويات حادة من الجوع، من جراء استخدام الاحتلال الإسرائيلي التجويع سلاحاً في عدوانه المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، مطالباً بتحرك دولي لفرض وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى القطاع من دون قيود.
وأوضح المرصد أنه أجرى دراسة تحليلية شملت عينة مكونة من 1200 فلسطيني في غزة للوقوف على آثار الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية، وأظهرت نتائج الدراسة أن 71 بالمئة يعانون من مستويات حادة من الجوع و98 بالمئة يعانون من عدم كفاية استهلاك الغذاء، بينما أفاد نحو 64 بالمئة من المستطلعة آراؤهم بأنهم يتناولون الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد المنتهية الصلاحية لسد الجوع.
ورصدت الدراسة أن معدل الحصول على المياه بما في ذلك مياه الشرب ومياه الاستحمام والتنظيف، يبلغ 1.5 ليتر للشخص الواحد يومياً في القطاع، أي أقل بمقدار 15 ليتراً من احتياجات المياه الأساسية لمستوى البقاء على قيد الحياة وفقاً للمعايير الدولية.
وتناولت الدراسة تداعيات سوء التغذية وعدم توافر المياه الصالحة للشرب، إذ قال 66 بالمئة من عينة الدراسة: إنهم يعانون أو عانوا خلال الشهر الحالي من حالات الأمراض المعوية والإسهال والطفح الجلدي، بينما تحدث أطباء عن ارتفاع في معدل الوفيات بالسكتة القلبية والإغماء في مناطق بمدينة غزة وشمالها، التي تشهد تدهوراً أشد بالأزمة الإنسانية ومعدلات الجوع.
وأوضح المرصد أن الاحتلال فرض حصاراً شاملاً على القطاع منذ بدء عدوانه عليه، ومنع إمدادات الغذاء والمياه والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، لافتاً إلى أن حرب التجويع الإسرائيلية اتخذت لاحقاً منحنيات في غاية الخطورة، بما في ذلك قطع كل الإمدادات الغذائية وقصف وتدمير المخابز والمصانع والمتاجر الغذائية ومحطات وخزانات المياه، كما عمد الاحتلال إلى قصف المولدات الكهربائية ووحدات الطاقة الشمسية التي تعتمد عليها منشآت تجارية ومطاعم ومؤسسات مدنية، من أجل الحفاظ على الحد الأدنى الممكن من عملها.
ولفت المرصد إلى أن الاحتلال دمّر خلال عدوانه المنطقة الزراعية شرق غزة ومخازن الدقيق وقوارب الصيادين، إضافة إلى مراكز التموين للمنظمات الإغاثية، ولا سيما وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” التي تعد أكبر مصدر للمساعدات الإنسانية في القطاع.
وبيّن المرصد أن الاحتلال قيّد إدخال الإمدادات الإنسانية عبر معبر رفح واقتصرت على معدل 100 شاحنة يومياً، وهي معدلات لا تقارن مع متوسط حمولة 500 شاحنة كانت تدخل لتلبية الاحتياجات الإنسانية إلى القطاع قبل السابع من تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أنه لم يتم تسليم أي واردات غذائية تجارية، ما يجعل سكان القطاع بحاجة ماسة إلى الغذاء في ظل فرض نهج العقاب الجماعي عليهم.
وشدد المرصد على أن القانون الإنساني الدولي يحظر استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب ويعده جريمة حرب، مطالباً بتحرك دولي حاسم لفرض وقف إطلاق النار في القطاع، ومنع تدهور الوضع الإنساني عبر إتاحة وصول المواد الأساسية من غذاء ومياه ووقود وإمدادات طبية إلى كامل القطاع غزة من دون قيود.