انتهازي يدير “دولة عصابة”!!
في العام 1948 شكلت عصابات الغزاة اليهودية تحالفاً بينها، وأعلنت “كيان عصابة” على أرض فلسطين.. هكذا ولدت (إسرائيل) دولة عصابة قامت على الجريمة بحق الفلسطينيين، وسيطرت باغتصاب أراضي الشعب الفلسطيني، واحتلال بيوته وقراره و مدنه.
واليوم يعلن نتنياهو نفسه حامياً لاستمرار (إسرائيل) بقصف الشعب الفلسطيني في غزة وتهجيره وقتله وتدمير بيوته، وهاهو يعلن قبل يومين بوقاحة فاضحة؛ (أنا ضد قيام أي دولة فلسطينية)، ويظن نتنياهو فيما يظن أنه بذلك يثبت صهيونيته، ويمدد فترة حكمه، ويهرب من قضايا الفساد وإساءة الأمانة التي تلاحقه. وهذه أفظع أنواع الانتهازية، لأنها تقوم على تدمير وإبادة شعب، وعلى خداع شعب آخر، انتهازية تعتدي على الفلسطينيين وحقوقهم، و تخدع و تضحي بالإسرائيليين.
(إسرائيل) بالأصل “دولة” عصابة أسسها إجرام الإبادة الجماعية، ويأتي نتنياهو بانتهازيته ليضيف إلى نازية (إسرائيل) وإجرامها انتهازية وضيعة ومجرمة، من يتتبع سيرة نتنياهو تتكشف له شخصيته، فقد بدأ حياته العملية في تسويق المفروشات، وكان مهتماً بابتكار أساليب جذب الزبائن، و إقناعهم بشراء المفروشات ولو بالخداع.. خذل زوجته الأولى، ثم خان خطيبته الألمانية فهجرته، والآن يخضع لزوجته الأخيرة سارة، التي أخذت انتهازيته إلى الفساد و إساءة الأمانة، وهو لم يكن مهتماً بالسياسة أبداً، رغم إن والده كان سكرتير جابوتنسكي مؤسس الإرهاب الصهيوني، و أحد آباء (إسرائيل) المجرمين، ولم يقرر نتنياهو الانخراط في السياسة إلا عندما قتل أخوه الأكبر يوناتان، الذي كان قائد سرية ماتكال التي نفذت عملية الهجوم على مطار عنتيبي.
تصوروا مسوق مفروشات يصل لإدارة الدولة العصابة، والنتيجة مزيد من سياسات الإجرام والنهب والتدمير والقتل، وما يجري الآن في غزة ما هو إلا برهان جديد على خطورة الدولة العصابة على المنطقة، خاصة عندما يديرها انتهازي وضيع مجرم و فاسد عديم الأمانة كنتنياهو.
جد نتنياهو كان حاخاماً، و والده أستاذ تاريخ، ورغم أن تخصص والده تركز على تاريخ اليهود في إسبانيا، وهي المرحلة التي خبر فيها اليهود كيف تعامل المسلمون معهم، وكيف أغاثوهم وحموهم وآووهم وساعدوهم وأنقذوهم، ولكن يبدو أن انخراط الوالد في العمل مع جابوتنسكي (أبو الإرهاب الصهيوني)، جعل العمى التاريخي هو اختصاص الأب الذي أورثه للابن، فجاء اليوم لينادي بإبادة الفلسطينيين ليهرب من مقاضاته على دناءته وسرقاته وسوء أمانته. ويمتد هذا العمى التاريخي ليجعل نتنياهو قاصراً عن القدرة على الاعتراف بما تفعله المقاومة الفلسطينية في دولته وجيشه وإرهابييه وما تذيقهم من انكسارات وخيبات.
وبشطارة مسوق المفروشات، الذي يجهد في إخفاء عيوب بضاعته أمام الزبون، ينكر نتنياهو أمام جمهوره أنه ينكسر أمام مقاومة الشعب الفلسطيني، ويخادع نتنياهو أهله في الانتقال من تسويق المفروشات إلى بيع الأوهام السياسية، عندما يقول لهم إنه سيقضي على المقاومة وينهي القضية الفلسطينية ويسترجع الرهائن من غزة.
إن أي دولة عصابة مهددة بالانهيار بسبب الجريمة المعششة في أساساتها، و بسبب عفن الفاشية المدمر في نخاعها، فكيف إذا سكن دماغها انتهازية مسوق مفروشات؟ أو بائع أوهام أو مخادع ومجرم كنتنياهو، النتيجة الحتمية لدولة العصابة بإدارة انتهازي الهزيمة والسقوط، وهذا ما تكتبه غزة هذه الأيام، وهذا ما سيحل بـ(إسرائيل) بقيادة نتنياهو.