عالمية اللُّغة العربية
تشرين- د. رحيم هادي الشَّمخي:
بسعادة غامرة وفرح جميل نستقبل اليوم العالمي للغة العربية 18كانون الأول، وهو اليوم الذي اعترفت فيه منظمة الأمم المتحدة بأنّ اللُّغة العربية هي لغة للعالم كلّه، لتُضاف إلى خمس لغات أخرى هي: الروسية والصينية والفرنسية والإنكليزية والإسبانية.
إنّ عالمية اللُّغة العربية تُلقي على عاتق أهلها العرب والمتكلمين بها من غيرهم، عُشّاقاً وعاشقات مسؤوليات كبيرة، منها القيام بواجب حمايتها، والحفاظ على جمالها وسلامتها، وتوسيع ثرواتها، وتجديد أثوابها، بما يواكب العصر والتطّور العلمي والثّقافي والاجتماعي، ومنجزات الثّورة الرقمية.
ونحن إذ نحتفل بهذا اليوم البهيج، ونرى اهتمام العالم بلغتنا، ونحن بعيدون عن نبضها، وعن حلاوة شعرها وطلاوة نثرها، وقبس قرآنها، ونبخل على لغة كريمة جميلة حسناء ساحرة بساعة من وقتنا، وهي تواجه المحن، فلم تنحنِ ساريتها أمام خصومها المعروفين على مرّ الزمان، ولهذا وجبَ علينا التصدي إلى كلّ ما يكدّر صفوعينها، ويخدش تُفاح خدّها، أو ينال من رشاقة بانها ورندها، أو يقلّل من عقصات جدائلها، أو يسلب ابتسامة سنابلها، أو يتعب قلبها بالعجمة واللحن والعاميّة، أو يزعلها بالصمت والسكون، لهذا فإنّ لغة الجمال والقرآن تدعوكم إلى أن ترهفوا الأقلام، وتشعلوا غابات العشق بوهج الضاد شعراً ونثراً وسحراً وعزماً وإرادةً لن تلين.
إنّ القلوب تتعافى بالكتابة، وتأنس بالشّعر، وترتقي بالإبداع هنا وهناك، تحت أفياء شجرة اللُّغة العربية في هذه الذكرى العطرة، التي يكون للكلام فيها مذاق خاص يتفوق على مذاق العسل:
(حُلوِ الكَلامِ كَأَنَّما ألفاظُهُ
يَشرَبنَ عِندَ النُطقِ شَهدَ رُضابِهِ)
وتحية للغة الأم، عرين الضاد والعشّق، والمُعين الذي لن ينضبَ أبداً.