عيد البربارة موروث شعبي تحتفل به قرى الساحل السوري
طرطوس- نورما الشيباني:
يحتفل أهلنا في قرى الساحل السوري بعيد البربارة، وهذا العيد نسبة إلى القديسة بربارة التي رفضت الوثنية وأعلنت مسيحيتها على الرغم من تعصب والدها لوثنيته وهذا ما أدى إلى جلدها وقطع رأسها بالفأس بيد والدها، هذا العيد تحوّل إلى عيد محلي في الساحل السوري يحتفل به بطقوس مختلفة، ففي صباح ١٦ كانون أول توقد النيران في المنازل لتطهو عليها السيدات أكلة الهريسة أو القمحية المكونة من قمح مدقوق ودجاج بلدي إضافة إلى السمن البلدي بعد الاستواء ويترافق طقس الهريسة مع طقس جميل وهو السباق بإشعال النار مع باقي الحارات والفوز لمن تبقى ناره مشتعلة لفترة أطول.
موروث شعبي سوري
محمد سعد أحد أبناء ريف الساحل وهو أستاذ في التاريخ أوضح أن عيد البربارة هو عيد الموروث الشعبي السوري العتيق المرتبط بالقمح و طلباً لرضا الإله شفيع القمح ورغيف الخبز (اليوم ما دقت الدجن أي لم أتناول كسرة خبز) واحتفالاً ببشائر هطل المطر المبارك لذلك نرى الاحتفالات في هذا العيد في سورية ولبنان والأردن وفلسطين هو عيد القمح السوري، عند أجدادنا السوريون الذين عظموا القمح تعظيماً كبيراً، وما زالت إلى يومنا هذا أمهاتنا يطلبن منا إذا أوقعنا قطعة خبز على الأرض أن نرفعها و”نبوسها” ونضعها على رأسنا احتراماً لنعمة القمح والخبز.
البربارة الميلادة القوزلة
بدورها تحدثت أم سليم ٨٠ عاماً من ريف صافيتا عن عيد البربارة متذكرة كيف كان الجميع في القرى ينتظرون يوم ١٦ كانون الأول ليتم إشعال النيران في كل المنازل لطبخ الهريسة أو القمحية في عيد البربارة وبعدها بأسبوعين تكون البشارة، حيث تصنع الأمهات الكبيبات بسلق ولحمة وبعد أسبوع الحلوى، حيث نشتري أنواع الحلو من حلاوة ودبس التمر إضافة إلى ما يصنع في المنزل وتكون خاتمة الاحتفالات بالقوزلة أو الميلادة وفي الميلادة كانت العادة أن تربي كل عائلة جدياً أو خروفاً يخصص لهذا اليوم، حيث تبدأ حفلات الشواء عند الجميع مع اجتماع العائلة وكانت الأم تصنع القاورما وهي لحم مفروم مع الدهن يطبخ ويترك لمونة للشتاء وكان الجميع يتبادل الطعام ويرسلون إلى من لم يستطع طبخ الهريسة أو شراء الحلوى أو اللحوم. تابعت أم سليم: للأسف كل هذه الطقوس باتت قليلة حالياً بسبب الغلاء وسوء الحالة المادية.