شلل يصيب أسواق الملابس.. وأسعار «الشتوية» منها تفوق الخيال
السويداء – ضياء الصفدي:
أدت موجة البرد، التي عمت كل أرجاء محافظة السويداء خلال الفترة الماضية، إلى توجه العديد من العائلات إلى الأسواق لشراء ما يحميهم وأطفالهم من البرد، إلا أن الأسعار المدوّنة على واجهات المحال، والتي لا تمتّ للواقع المعيشي بأي صلة، صدمت المتسوّقين، وخصوصاً مع وصول الجاكيت الرجالي إلى نصف مليون ليرة، والولادي إلى ٤٠٠ ألف، بينما تجاوز سقف الطقم الرجالي الشتوي الـ ٨٠٠ ألف ليرة و«البيجامة» النسائية ٤٠٠ ألف.
ومن يترك المحال جانباً هرباً من لهيب أسعارها ويقصد البالة، سيلحظ أنها لا تخلو أيضاً من الغلاء، ولاسيما أن مبيع الجاكيت وصل إلى 200 ألف ليرة.. وأمام هذا الواقع لم يبقَ لدى الأهالي أي خيار آخر سوى مواجهة برد الشتاء، الذي زاد من طينته بلة عدم توافر المازوت والحطب بشكل كافٍ ليقيهم ساعات البرد القارس.
وبيّن عدد من المواطنين أن أسعار الألبسة الشتوية ارتفعت بشكل غير مسبوق، ما أبقاها بعيدة عن متناول العديد من الأهالي لعدم مقدرتهم على مجاراة أسعارها المتلاحقة.
عدد من أصحاب محال بيع الملبوسات، أشاروا لـ” تشرين” إلى أن حركة الشراء هذا الموسم يبدو أنها خجولة، مقارنة بحركتها في الموسم الماضي، وهذا مردّه، على حد تعبيرهم، إلى ارتفاع سعر الصرف، وازدياد المصاريف عليهم، مثل إيجار المحل ورواتب العمال وغيرها.
رئيس دائرة الأسعار في مديرية التجارة الداخلية بالسويداء فتحي العبد، أوضح أن تسعير الألبسة يتم قانوناً حسب الفواتير المقدمة من التجار، بناءً على الفواتير المستجرّة من الصناعيين، إلا أن الإشكالية التي تصادف الشعبة، تتركّز في عدم تداول الفواتير النظامية لدى التجار، بسبب عدم تقديم المنتجين وتجّار الجملة فواتير نظامية لتجار المفرق والاكتفاء بكشوف حساب مختومة.
من جانبه، أكد رئيس دائرة حماية المستهلك في السويداء أيمن أبو حمدان لـ” تشرين” قيام دوريات الدائرة بمتابعة الأسواق، رغم قلة عدد المراقبين وضعف الإمكانات، حيث ينحصر العمل بمراقبة الحصول على الفواتير النظامية لتلك المواد ومطابقتها مع الأسعار المعلنة، والتأكد من حيازة تلك الفواتير أو عدم حيازتها والإعلان عن الأسعار أو عدمه، لافتاً إلى أنه جرى تنظيم ضبوط تموينية عدة منذ بداية الشهر بحق أصحاب فعاليات تجارية مخالفة.