مواسم متجددة تبحث عن مزيد من الدعم.. الزراعات التكثيفية «بيضة قبّان» الأسواق ومطارح للآلاف من فرص العمل
درعا – عمار الصبح:
لاقت الزراعات التكثيفية في محافظة درعا إقبالاً لافتاً من قبل المزارعين، وذلك بالنظر إلى نجاح هذا النوع من الزراعة وجدواه الاقتصادية، ودوره في رفد الأسواق بالمنتجات الزراعية التي تتم زراعتها بعد انتهاء إنتاج المواسم الرئيسة، ما يعوّض فاقد الأسواق من الكثير من المحاصيل، فضلاً عن دورها في توفير فرص عمل تقدر بالآلاف.
مزارعون أشاروا في حديثهم لـ”تشرين”، إلى أن الزراعات التكثيفية تشكّل أحد مظاهر النشاط الزراعي في المحافظة، التي تعد رديفاً لمواسم الإنتاج الرئيسة (الصيفية)، حيث تتم زراعتها في الخريف ويستمر إنتاج بعضها كالبطاطا إلى منتصف الشتاء، موضحين أن ما يشجع على الزراعات التكثيفية هو عدم حاجتها إلى تكاليف مالية مرتفعة، ومستلزمات إنتاج كبيرة مقارنة مع المحصول الصيفي.
ولعل ما دفع باتجاه التوسع بالزراعة التكثيفية، حسب تأكيد المزارع رفعت الرمان، هو الاستفادة مما تحتويه الأراضي التي كانت مزروعة بالمحاصيل الصيفية، من مخزون جيد من المياه والأسمدة وأيضاً توافر شبكات الري المجهزة مسبقاً، ما يوفر تكاليف إضافية في عمليات الري والتسميد، مشيراً إلى توافر مقومات نجاح الزراعات التكثيفية كالعوامل الطبيعية والمناخية، وخبرة المزارعين في كيفية التعامل مع هذا النوع من الزراعات، واتباع العمليات الزراعية الناجحة.
وأشار المزارع إلى دور هذه الزراعات في رفد الأسواق بالمحاصيل الزراعية كالبطاطا والبندورة والجزر وغيرها من الأصناف، في فترة تعدّ حرجة وفقيرة نسبياً بالمحاصيل، وذلك بعد انتهاء موسم زراعتها الرئيسة، ما يحقق استقراراً في الأسعار لصالح المستهلك، فلولا هذا النوع من الزراعة لارتفعت أسعار الخضر الأساسية إلى أضعاف ما هي عليه الآن، حسب رأيه، مطالباً بضرورة توفير كل الدعم لهذا النوع من الزراعة ودعمها بمستلزمات الإنتاج الرئيسة كالمحروقات والأسمدة، والمساعدة في عملية التسويق لتحقيق ربح مناسب يمكّن المزارع من زيادة المساحة المزروعة في مواسم لاحقة.
وبالتوازي أتاحت الزراعات التكثيفية المجال أمام آلاف من فرص العمل المحققة، التي استفادت من تعدد المواسم الزراعية وتواصلها طوال العام، وتشير التقديرات إلى أن القطاع الزراعي في درعا يستوعب سنوياً ما يقارب 100 ألف فرصة عمل محققة.
وبيّن صاحب مشغل لغسيل توضيب الجزر في الريف الشمالي للمحافظة، أن مواسم الإنتاج الزراعي باتت تعتمد بشكل شبه كامل على الآلاف من العمال والعاملات ممن باتوا يمتلكون خبرة للقيام بكل العمليات الزراعية، بدءاً من عمليات تنظيف الأرض ما قبل الزراعة مروراً بعمليات التعشيب ووصولاً إلى القطاف والتعبئة والتغليف، ناهيك بتوفرها بشكل دائم، لافتاً إلى أنه بالرغم من أن مواسم الذروة الصيفية تستوعب أعداداً أكبر من العمال، فإن الزراعات التكثيفية تضمن استمرار العمل لأعداد لا بأس بها أيضاً.
وأضاف: إن المشغل الذي يملكه، يستوعب ما يقارب الـ50 عاملاً، يعملون حوالى ثماني ساعات يومياً في غسيل الجزر وتوضيبه ضمن أكياس وتحميله بالشاحنات لتسويقه إلى سوق الهال المركزي بدمشق أو إلى أسواق المحافظة، مبيناً أن أضعاف هذا الرقم يعملون في عمليات قلع المحصول في الأراضي المخصصة لزراعته، فيما تتيح المساحات المزروعة بمحصولي البندورة والبطاطا بعروتيهما التكثيفية فرصاً أكبر لتشغيل اليد العاملة، نظراً لاتساع المساحات المزروعة بهذين المحصولين، فضلاً عمن يعملون في منشآت الخزن والتبريد الخاصة فيما يتعلق بالبطاطا.
ويعد محصولا البندورة والبطاطا التكثيفيتان في قائمة المحاصيل التي لاقت رواجاً في المحافظة، سواء من حيث المساحات المزروعة أو الإنتاجية.
وحسب رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس وائل الأحمد، فإن المساحات المزروعة بالبطاطا الخريفية هذا الموسم، بلغت 1950 هكتاراً، وسط مؤشرات إنتاجية تصل إلى 39 ألف طن، فيما يستمر جني المحصول حتى شهر شباط بالاستناد إلى تاريخ الزراعة ورغبة المزارع في الجني للاستفادة من الأسعار.
وأشار إلى أن المساحة المزروعة بمحصول البندورة التكثيفية خلال الموسم الحالي، تجاوزت الألف هكتار، ويصل إنتاج الهكتار الواحد إلى نحو 70 طناً، ليصل الإنتاج الإجمالي المتوقع هذا الموسم على مستوى المحافظة لنحو 73500 طن.