من إعلام العدو.. محللون إسرائيليون: لا يوجد أي دليل على انهيار للمقاومة في قطاع غزة
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
في ظل استمرار العدوان الذي يشنه كيان الاحتلال على قطاع غزة، تتواصل اعترافات كبار المحللين والخبراء العسكريين، باستحالة تحقيق إنجاز عسكري حقيقي على الأرض، مع توقع المزيد من الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال.
محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، كتب قائلاً: إنه في ظل الخسائر الكبيرة التي لحقت بالجيش الاسرائيلي، ليس هناك ما يدل على انهيار وشيك للمقاومة الفلسطينية في القطاع، وحتى لو استقال الجنرالات الذين يتحملون مسؤولية الفشل، لا يجوز لهم أن يقفوا على الحياد من أجل تبرئة المستوى السياسي من المسؤولية.
وأشار هرئيل، إلى أن تقدم المناورة البرية لا يؤدي إلى تقليص حجم الخسائر الإسرائيلية، ولا وقف هجمات المقاومة، التي لا تزال شديدة في العديد من مناطق القطاع، ويبدو واضحاً أن السجال الذي يدور حول هزيمة المقاومة سابق لأوانه، ولا يوجد دليل مُقنع على انهيارها القريب.
واعتبر هرئيل أن تحقق تقديرات هيئة الأركان العامة لجهة أنه يمكن في مدى أبعد، تحقيق هدف تفكيك القدرات العسكرية والتنظيمية للمقاومة في القطاع، يتعلق بالجدول الزمني، وبإمكانية قدرة الجيش الإسرائيلي على مواصلة الهجوم على الأرض بقوة كبيرة، حتى لو طبّق الجيش خططه، فإن نقطة ضعفه الأساسية تكمن بتنسيق التوقعات مع الجمهور، الذي سمع من القيادة السياسية وعوداً بالقضاء على المقاومة، وإعادة الأسرى وإزالة التهديد الأمني عن مستوطنات الغلاف، وهذا لم يتحقق حتى الآن.
وتابع هرئيل: إن هذه أهداف مبالغ فيها، ومن الواضح الآن أنها لن تتحقق في الفترة الزمنية الأولى، ولا في أسابيع معدودة، في وقت تقترب فيه «إسرائيل» على ما يبدو من الموافقة مرغمة على الجدول الزمني الذي وضعته الولايات المتحدة، أضف إلى ذلك، أن المصاعب الاقتصادية الهائلة والآخذة بالتفاقم، والأعباء على جنود الاحتياط والتوقعات الأميركية، هذه كلها ستؤثر على ما يبدو على تقصير مدة العملية داخل القطاع، وفي هذه الحالة، ستواجه الحكومة والجيش صعوبة مزدوجة.
من جانبه، تطرق المحلل في صحيفة «يديعوت احرونوت» يوسي يهوشواع، إلى القتال على الجبهة الشمالية مقابل حزب الله، قائلاً إنه من الأفضل قبل التدهور إلى حرب مع حزب الله، استنفاد العملية السياسية، ومحاولة التوصل إلى معادلة تُبعد تهديد حزب الله عن الحدود، وعدم إجبار ملايين الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ لفترة طويلة.
وأضاف المحلل: علينا أن نعترف بالواقع المؤلم قبل أن نتدهور إلى حرب، ستبدو مختلفة كلياً عن الحرب في غزة، ولن تقود إلى تغيير دراماتيكي، في ضوء قدرات حزب الله العسكرية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التحدي الأكبر الذي تواجهه «إسرائيل» هو إعادة المستوطنين إلى بيوتهم في المستوطنات الحدودية، لكن يبدو أن هؤلاء يرفضون العودة، ولا يرون أن الضمانات التي أُعطيت لهم كافية لمنحهم حداً أقصى من الأمن، وبالتالي، فقد يكون البديل حرب من دون أي ضمان لنتائجها.