الجائزة الذهبية لسورية على مستوى الوطن العربي ضمن مسابقة “اللغة العربية والإبداع الرقمي”

دمشق- سراب علي:
تخطى عدد المشاركين فيها مليوني طالب وطالبة على مستوى الوطن العربي، لكن المعلمين والطلاب السوريين استطاعوا أن يحصدوا الجائزة الذهبية ضمن مسابقة الأسبوع العربي للبرمجة، التي تهدف إلى نشر ثقافة البرمجة في العالم العربي، فضلاً عن تعزيز قدرة الطلاب والمعلمين واكتساب المهارات العلمية بكل المجالات، التي شارك فيها الطلبة السوريون بمبادرة (نفس عميق) التي استقطبت الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جانب الأشخاص الأصحاء.

مشروع وطني
عن هذه المبادرة تحدثت صاحبة المبادرة المدرّسة بدرية تعمري من مدرسة رفيق اسكاف- شعبة التعلم المتمازج في اللاذقية قائلة: إنها عبارة عن مشروع وطني على مساحة الجغرافيا السورية، وكانت نتاج عمل معلمي وطلاب سورية بمشروع الأهداف العالمية الذي أطلقته «يونيسكو» بيوم التعليم العالمي في 24/1/2023، والذي كانت مخرجاته إعطاء أولوية للتعليم بعنوان الاستثمار في الناس من خلال التركيز على الهدف الرابع لتسريع التعليم التحويلي ودعم أهداف التنمية المستدامة 2023.
وأضافت تعمري: تم توجيه هذا المشروع من «يونيسكو» إلى مدارس المناخ العالمية المعتمدة ومنها مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية في اللاذقية، وكان هدف مبادرة (نفس عميق) تبني مبادرات مبدعة لمعلمين وطلاب من كل أنحاء سورية وتفعيلها بالمدارس والجمعيات والمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة بالتعاون مع مديريات التربية، ويتم هذا بإشراف منسقين متطوعين معتمدين للمبادرة من كل محافظة، وتابعت القول: إن إحدى هذه المبادرات التي تم تفعيلها على أرض الواقع هي مبادرة (نجوم في مجتمعي) بالتعاون مع جمعية الأمل للأشخاص ذوي الإعاقة، وكان من مخرجات هذه المبادرة نتاجات لأنشطة طلابية تم ترشيحها لمسابقة الأسبوع العربي للبرمجة بدورته الثالثة بعنوان” اللغة العربية والإبداع الرقمي”، وانتهى التحكيم بفوز سورية بالجائزة الذهبية على مستوى الوطن العربي، بنشاط عنوانه “ابتكر من حرفي الأبجدي” لفئة غير الموصول أقل من 12 سنة لفريق التاج الذهبي بإشرافي أنا ومشاركة كل من الطالبات زينب شيخ أحمد وجنى جبيلي وجوري جبيلي.
وأشارت تعمري إلى فوز عدة أنشطة على المستوى الوطني وهي فئة الموصول أقل من 12 سنة: المستوى الأول لفريق الأمل بإشراف الدكتورة إيمان فاضل والطالبين ذو الفقار جامع ومصطفى حمو من ذوي الإعاقة، كما فاز بالمستوى الثاني الفريق الذهبي السوري بإشراف المدرّسة ندى منزلجي والطلاب ملك ومصطفى وعلياء جانودي، وأيضاً فئة الموصول 12-15 سنة بالمستوى الثالث لفريق «نجوم من مجتمعي» بإشراف المدرّسة أماني جبيلي والطالبين زين العابدين وآدم صالح.

مبادرات مدرسية
ونوهت تعمري إلى أنه تم تفعيل مبادرات طلابية في مدارس مدينة اللاذقية تهتم بالتوعية المجتمعية حول ظاهرة تغير المناخ وضرورة ابتكار حلول واتخاذ إجراءات تساهم في تغيير سلوك الأفراد تجاه البيئة، ومن هذه المبادرات:

مشاركون: هدفنا دعم اللغة العربية عبر الإنترنت وتوفير المحتوى الرقمي لذوي الاحتياجات الخاصة

(الاستدامة البيولوجية) للإخوة منير وذو الفقار وسام جامع، (ومضة تحسسية) للإخوة ملك ومصطفى وعلياء جانودي، (صندوق الحياة) للطالب سام حسن، (هيك أحلى) للطالبة نتالي محمود، ( بيئتنا وكوكبنا) للإخوة زين العابدين وآدم صالح, إضافة الى مبادرة (خضرا يا بلادي) للمدرّسة بدرية تعمري.

نجوم في مجتمعي
عن مشاركتها طلابها في المسابقة بينت المدرسة في جامعة تشرين الدكتورة إيمان فاضل في حديثها لـ« تشرين» أن المشاركة كانت عبارة عن قصة قصيرة تناولت موضوع دمج الطلاب مع الأشخاص أو الأطفال ذوي الإعاقة ضمن نشاط أطلق عليه اسم «نجوم من مجتمعي»، وكانت مبادرة للتآلف ومحاولة الدمج وتشجيع الطلاب الأسوياء على تعليم وتحفيز أقرانهم من ذوي الإعاقة ومساعدتهم على اكتساب مهارات تعليمية، ومن هنا كانت القصة التي جمعت ذو الفقار (الصف السادس) مع الطالب مصطفى حمو وهو طالب ذو إعاقة في جمعية الأمل، وأضافت: القصة تأليف ذو الفقار وتعبر عن جملة مشاعر عاشها خلال هذه التجربة وكيف كان بالبداية يشعر بالرفض والاستهجان لهذا العالم الغريب، وكيف بدأ فيما بعد يشتاق لأطفال جمعية الأمل، وقد حاول من خلال استخدام اللغة العربية الفصحى وبعض تقنيات الذكاء الصناعي وبعض البرمجيات وبرامج المونتاج بمساعدتي وتوجيهي، توظيف تلك المشاعر والأحاسيس وتشجيع الأطفال على تقبل الآخرين واحترام الأطفال ذوي الاعاقة لأنهم أطفال يستحقون كل الحب وجديرون بالمحبة والاحترام والشعور بالمساواة والنظرة الإيجابية من المجتمع.

التشاركية معهم مستمرة
بدورها، أضافت مدرّسة اللغة العربية أماني جبيلي في حديثها لـ«تشرين»: إنه ضمن المبادرة تم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأصحاء ببعض الفعاليات الثقافية والتفاعلية، قائلة: كانت فكرتي أنا وفريقي بإعادة تدوير علب اللبن البلاستيكية وإمكانية الاستفادة منها في التوعية للحفاظ على المناخ والبيئة.
وأضافت جبيلي: أتت مشاركتنا ضمن المشروع الوطني (نفس عميق) ومسابقة البرمجة، وحصلنا على الترتيب الثالث على المستوى الوطني، حيث استخدم الطلاب الذكاء الصنعي بكتابة قصة عن تعارف آدم وزين مع الأطفال ذوي الاعاقة، وخلصنا الى نتائج هي تأثر وتأثير الأشخاص الأصحاء وذوي الإعاقة وقدرة استيعاب الأطفال الأصحاء لتفكير وردات الفعل اللاإرادية للأشخاص ذوي الإعاقة، ولفتت إلى تفاعل زين وآدم وأن وجودهما ضمن جمعية الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة شكل لديهما قاعدة اجتماعية ولاستمرار التفاعل معهما، وحتى لا تبقى المشاركات في المسابقات فقط أقيم نشاط آخر مع أطفال جمعية الأمل في مدرسة بوقا الزراعية.

تنافس شديد
كما أعرب كل من الطالبين ملك ومصطفى جانودي من الصفين السادس والخامس عن مدى سعادتهما بمشاركتهما في المسابقة، وحصول فريقهما الفريق الذهبي السوري على المرتبة الثانية على مستوى القطر، وكان مشروعهما هو “كتاب إلكتروني باللغة العربية الفصحى”، مدعماً بالصوت ومقاطع فيديو وصور، وأكدا أهمية وجود المحتوي الرقمي باللغة العربية، فضلاً عن دعم تعلم اللغة العربية عبر الإنترنت، وتشجيع الابتكار والريادة العربية، كذلك توفير المحتوى الرقمي لذوي الاحتياجات الخاصة باللغة العربية، ودعم البحث العلمي باللغة العربية، مشيرين إلى أن التنافس كان كبيراً جداً والمعايير شديدة الدقة، وإلى الدعم والتوجيه اللذين تلقياهما وزملاؤهما من صاحبة المبادرة المدرّسة بدرية تعمري .
وبيّن مصطفى أنه تم إنشاء الكتاب الإلكتروني المتضمن تنفيذ مبادرتهم بعنوان “ومضة تحسسية” مع جمعية الأمل لذوي الهمم والاحتياجات الخاصة، التي نالت استحساناً كبيراً، وقد تم إدراج هذه المبادرة في مناهج التعليم عن بُعد والموافقة عليها من مديرية التربية في اللاذقية، وهدف هذه المبادرة نشر الوعي البيئي عموماً وتفعيل دور ذوي الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من هذا المجتمع وعنصراً أساسياً في مسيرة تقدمه وتطوره.
وكانت بصمتها واضحة في هذا المشروع إذ أكدت الطالبة علياء جانودي من الصف الأول حبها لعلوم البرمجة وسعادتها الغامرة بالمشاركة .

توظيف التقنيات الحديثة
وقد شجعت المدرّسة ندى منزلجي، اختصاصية اللغة الإنكليزية، الطلاب على مشاركة في هذه المسابقات، حيث إن مشاركتهم تساعدهم على تكوين سيرة ذاتية منذ الصغر تؤهلهم للوصول إلى طموحاتهم وأهدافهم، فضلاً عن قدرتهم على تطوير مهاراتهم المتنوعة، وبناء علاقات مهنية من خلال مشاركاتهم، مؤكدة أهمية العمل على توظيف التقنيات الحديثة في خدمة وتطوير قدرات الطلاب لإبراز قدراتهم في مجال التكنولوجيا والإبداع الرقمي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا