«الشؤون» تقوم بعدد من الخطوات التدريبية والاستثمارية لتقديم أفضل الخدمات لذوي الإعاقة

دمشق- زهير المحمد:
حملات وفعاليات كثيرة نظمتها الجمعيات والمعاهد التي تُعنى بذوي الإعاقة في سورية وذلك بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، ليتبادر إلى ذهننا عدد من الأسئلة المهمة، وفي مقدمتها الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في تقديم الدعم لذوي الإعاقة في جميع جوانب الحياة لاسيما الاقتصادية والتعليمية والنفسية، والأهم ما خطوات الوزارة في تعزيز الثقافة المجتمعية لدمج ذوي الإعاقة في مجتمعهم، والقوانين والتشريعات الجديدة التي تسعى الوزارة إلى إصدارها والتي سيحقق من خلالها المعوقون مكتسبات جديدة.

36 معهداً تعنى بتقديم خدماتها التعليمية والتدريبية والتأهيلية والرعائية لذوي الإعاقة منها 31 معهداً مفعلاً

36 معهداً
وفي هذا الصدد، أكدت مديرة السياسات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عواطف حسن في تصريح خاص لـ”تشرين” أن الوزارة تسعى إلى تقديم الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة على اختلاف أنواعها وشدّاتها من خلال الجمعيات والمعاهد التعليمية والتدريبية في سورية العاملة في مجال الإعاقة، إذ وصل عدد المعاهد إلى 36 معهداً تعنى بتقديم خدماتها التعليمية والتدريبية والتأهيلية والرعائية لذوي الإعاقة منها 31 معهداً مفعلاً، و5 معاهد غير مفعلة، منوهة بالخدمات التي تقدمها معاهد رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ يتم قبول الطلاب فيها حسب العمر المحدد في النظام الداخلي لكل معهد ووفق الحالات التي أُسس المعهد لاستقبالها وتقديم الخدمات لها، كما تتم دراسة حالة الطالب قبل التسجيل وفق استمارة خاصة بكل معهد ومن لجنة القبول المكلفة بالمعهد.

خدمات تعليمية
وأشارت حسن إلى أن معاهد الإعاقة السمعية تُعنى بتقديم خدماتها التعليمية لذوي الإعاقة السمعية وفق منهاج وزارة التربية بلغة الإشارة، من الصف الأول الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية وعددها 11 معهداً موزعة على محافظات (دمشق – حلب – دير الزور – حماة– طرطوس – الرقة – حمص – الحسكة – اللاذقية – درعا- السويداء)، إضافة إلى تدريب بعض الحالات على مخارج الحروف، وتهدف هذه المعاهد للوصول إلى أقصى ما يمكن من تنمية قدرات الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية وتهيئتهم لدخول الجامعات لاستكمال مراحل التعليم العليا، ودمجهم في المجتمع.

معاهد الأمل
ولفتت حسن إلى وجود معهدين يعنيان بالإعاقة الحركية (معاهد الأمل)، اللذين يقدمان خدماتهما التعليمية وفق منهاج وزارة التربية من الصف الأول الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية، وهما موزعان على محافظتي (دمشق – حلب)، كما يقدمان خدمة العلاج الفيزيائي لجميع الطلاب المسجلين في المعهد وحسب ما تتطلبه كل حالة على حدة، ويهدف هذان المعهدان أيضاً للوصول إلى أقصى ما يمكن من تنمية قدرات الطلاب من ذوي الإعاقة الحركية وتهيئتهم لدخول الجامعات لاستكمال مراحل التعليم العليا، ودمجهم في المجتمع.

تأهيل المكفوفين
وأضافت حسن: كما لدينا معاهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين، والتي تُعنى بتقديم خدماتها التعليمية لذوي الإعاقة البصرية وفق منهاج وزارة التربية بطريقة «برايل»، من الصف الأول الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية وعددها معهدان موزعان على محافظتي (دمشق – حلب)، إضافة إلى القسم المهني الذي يعنى بتقديم خدمة التدريب على بعض الحرف البسيطة التي تتناسب مع ذوي الإعاقة البصرية، وتهدف هذه المعاهد للوصول إلى أقصى ما يمكن من تنمية قدرات الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية وتهيئتهم لدخول الجامعات لاستكمال مراحل التعليم العليا، ودمجهم في المجتمع من خلال تأهيلهم المهني.

الشلل الدماغي
وأشارت مديرة السياسات الاجتماعية إلى معاهد التربية الخاصة للمصابين بالشلل الدماغي، والتي تقدم خدماتها التعليمية وفق منهاج وزارة التربية من الصف الأول الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية وعددها ثلاثة معاهد موزعة على محافظات (2 في دمشق – حلب – حمص)، كما تقدم خدمة العلاج الفيزيائي لجميع الطلاب المسجلين في المعهد وحسب ما تتطلبه كل حالة على حدة، مشيرة إلى أن معهد النور للشلل الدماغي للصغار بدمشق يقدم خدمة التدخل المبكر للحالات الفردية من عمر (شهر إلى 5 سنوات) مع تدريب الأم على كيفية التعامل مع حالة طفلها، وكذلك تهدف هذه المعاهد للوصول إلى أقصى ما يمكن من تنمية قدرات الطلاب من ذوي إعاقة الشلل الدماغي وتهيئتهم لدخول الجامعات لاستكمال مراحل التعليم العليا، ودمجهم في المجتمع.

تدريب على الحرف
وحسب حسن فإن معاهد التأهيل المهني لذوي الإعاقة تُعنى بتقديم خدمات التدريب على الحرف الموجودة ضمن هذه المعاهد (كمبيوتر، كهرباء، نجارة، خياطة رجالية ونسائية، حلاقة رجالية ونسائية) وعددها أربعة معاهد موزعة على محافظات (دمشق – حلب – السويداء)، حيث تهدف هذه المعاهد إلى تدريب وتأهيل ذوي الإعاقة من عمر 12 – 35 سنة وتهيئتهم لدخول سوق العمل.

الإعاقة الذهنية
وأكدت حسن وجود 13 معهداً للتربية الخاصة للإعاقة الذهنية، وتُعنى هذه المعاهد بتقديم خدمات الرعاية والتأهيل لذوي الإعاقة الذهنية (توحد – تخلّف عقلي – صرع – متلازمة داون) على كيفية العناية بالذات ومهارات الحياة اليومية، وهذه المعاهد موزعة على المحافظات (1في دمشق – 2في ريف دمشق – حلب –حمص – الرقة – إدلب – حماة – دير الزور – اللاذقية – السويداء – درعا – القنيطرة )، علماً أن أحد هذه المعاهد يعنى بذوي الإعاقة الذهنية لمجهولي النسب (معهد التربية الخاصة للإعاقة الذهنية في قدسيا)، وحالياً مكانه في تجمع معاهد باب مصلى، حيث يقدم خدمات العناية بالذات والتدريب على مهارات الحياة اليومية لذوي الإعاقة الذهنية من مجهولي النسب ممن لم يعرف أهاليهم، فيكون المعهد بمنزلة الأسرة والمكان الطبيعي الأصلح للمعاق ليمكنه من الاندماج في كل مناحي الحياة، ويبقى النزيل موجوداً في المعهد طوال حياته لعدم وجود مكان بديل له وتتم متابعة حالته الصحية والنفسية.

إعادة تأهيل المعاهد
وأشارت حسن إلى أن الحكومة بذلت وبالتعاون مع كل من المنظمات غير الحكومية (الجمعيات)، والمنظمات الدولية العاملة في سورية أقصى ما يمكن من الجهود لإعادة تأهيل هذه المعاهد من خلال صيانة البنى التحتية التي دُمرت نتيجة الحرب، إضافة إلى صيانة المباني كلها وتزويدها بالأدوات والوسائل المساعدة حرصاً على عدم توقف الخدمات التعليمية وغيرها من الخدمات المقدمة لأبنائنا من ذوي الإعاقة عن طريق هذه المعاهد، وبلغ عدد المعاهد التي تمت صيانتها وإعادة تفعيلها (10 معاهد)، وبالرغم من ذلك لا تزال معاهدنا بحاجة إلى الكثير لتصل إلى تحقيق الهدف الذي أحدثت من أجله من جهة ولتسريع عملية دمج ذوي الإعاقة في كل مناحي الحياة من جهة أخرى.

البرامج المستدامة
وأضافت حسن: كما تم مؤخراً الانتهاء من تأهيل كتلة دار زيد بن حارثة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن حرم معهد التأهيل المهني في برزة لاعتمادها كمبنى دائم لاستقبال طلاب معهد التربية الخاصة للشلل الدماغي ونقلهم من الأبنية المستأجرة (هذا العمل استمر العمل به ما يقارب سنتين) ضمن خطة البرامج المستدامة التي تعمل عليها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتم إطلاقه في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف 3/12 من كل عام، وتعمل العديد من المنظمات غير الحكومية على تقديم خدماتها الصحية والنفسية والتعليمية لهذه الفئة من أبناء المجتمع.

القوانين والتشريعات
وعن القوانين والتشريعات الجديدة التي تسعى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى إصدارها، استذكرت حسن عدداً من القوانين التي تم إصدارها خلال السنوات الماضية، ومنها القانون رقم /34/ لعام 2004 صدر قبل الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي أُعدت في 2006، وافتتح باب التوقيع (المصادقة) عليها في 2007، وصدّقت حكومة الجمهورية العربية السورية على الاتفاقية المذكورة في 2009 بموجب المرسوم التشريعي رقم /12/ لعام 2009، والقانون /34/ عندما صدر كان ملبياً لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة في سورية.
وكشفت حسن أنه يتم العمل على تعديل القانون رقم /34/ لعام 2004، حيث تم تشكيل لجنة تضم معظم الجهات العامة التي تعنى بتقديم خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة برئاسة معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل لتكون أكثر مواءمةً وتماشياً مع ما ورد في مواد الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صدّقت عليها الحكومة السورية عام 2009، كما أن القانون الجديد هو تعديل لبعض الثغرات الموجودة في القانون القديم والتي كانت مجدية عند صدوره عام 2004 ولا بد من تعديلها بما يتماشى مع متطلبات الوقت الحالي بالنسبة للظروف التي مرت على بلدنا.

تعمل «الشؤون» على دراسة إمكانية رفع إعانات الشلل الدماغي بالتنسيق مع الجهات المعنية

إعانات الشلل
وتابعت حسن: تعمل الوزارة أيضاً على دراسة إمكانية رفع إعانات الشلل الدماغي بالتنسيق مع الجهات المعنية، حيث تقوم الوزارة بصرف إعانات مالية للأسرة الفقيرة التي تتولى رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة الذين لديهم شلل دماغي، وقد صدر القرار رقم /1308/ تاريخ 26/5/2017 المتضمن: تمنح الأسر الفقيرة التي تتولى رعاية المعوقين الذين لديهم شلل دماغي إعانة مالية وفق ثلاث شرائح (مرضى الشلل الرباعي والثلاثي، مرضى الشلل النصفي، مرضى الشلل الشقي ووحيد الطرف))، وتعمل الوزارة على تنفيذ برامج الخطة الوطنية للإعاقة التي اعتمدها المجلس مطلع عام 2022 والمتعلقة بمهام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتنسيق مع المجلس المركزي للأشخاص ذوي الإعاقة.
تأهيل الكوادر
ولفتت مديرة السياسات الاجتماعية إلى أن الوزارة نفذت سلسلة دورات تدريبية للعاملين في المعاهد بكل المحافظات لرفع كفاءتهم في مجال التنمية المجتمعية الدامجة لوضع الخدمات المقدمة من معاهد الرعاية الاجتماعية لذوي الإعاقة في متناول جميع الأشخاص ذوي الإعاقة حتى في الأرياف البعيدة، وقد نفذت الوزارة عدة مشروعات منها: الربط المركزي للأسر الفقيرة المستحقة لإعانات الشلل الدماغي لمنع الازدواجية في منح الإعانة لهذه الأسر، وتدقيق بيانات الحاصلين على بطاقة إعاقة عن طريق مديريتي الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق وريف دمشق من خلال لجنة مركزية ليصار إلى تعميم تدقيق بيانات الحاصلين على البطاقة من بقية المديريات في المحافظات.

تدقيق بيانات الحاصلين على بطاقة إعاقة عن طريق مديريتي الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق وريف دمشق من خلال لجنة مركزية

مشروع الأمن التغذوي
وأضافت حسن: يقوم مشروع الأمن التغذوي بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي بتأمين وجبة فطور للنزلاء في خمسة معاهد تعليمية في محيط مدينة دمشق كتجربة أولى انطلقت في 1/10/2022 ليصار إلى تعميم هذه التجربة على بقية المعاهد في المحافظات وخصوصاً المعاهد ذات الإقامة الداخلية وليس فقط معاهد ذوي الإعاقة، ومشروع تركيب الأطراف الصناعية بالتعاون مع السفارة الهندية (حكومة جمهورية الهند الصديقة)، وجمعية خطوة وجمعية الرعاية الاجتماعية/مشروع التميز، حيث تم تركيب (560) طرفاً صناعياً لجرحى الجيش العربي السوري وأشخاص ذوي إعاقة من كل المحافظات السورية.
وكشفت حسن عن وجود مشروعين في الخطة الاستثمارية للوزارة، أحدهما يتعلق بدعم التعليم المتخصص لبعض الإعاقات، والثاني تطوير السياسات والبرامج لتعزيز التدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك تنفيذاً لما ورد في أهداف الخطة الوطنية للإعاقة، مشيرة إلى مشروع تعديل القانون رقم /34/ لعام 2004، حيث تم تشكيل لجنة تضم معظم الجهات العامة التي تُعنى بتقديم خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة برئاسة معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل لتكون أكثر مواءمةً وتماشياً مع ما ورد في مواد الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صدّقت عليها الحكومة السورية عام 2009.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية