المهمات والمشاريع الفضائية يمكن أن تغير وجه القمر
تشرين:
وصل الإنسان إلى القمر لأول مرة في 13 أيلول 1959 عندما أطلق الاتحاد السوفييتي «لونا2»، ومنذ ذلك الحين هبطت العشرات من المركبات الفضائية الأخرى على سطح القمر، وتحطمت أحياناً وهبطت بنجاح أحياناً أخرى، وأشهرها كانت وحدات وكالة ناسا «أبولو» التي أوصلت الناس إلى سطح القمر.
لكن المشاريع المخطط لها في السنوات المقبلة يمكن أن تغير وجه القمر، لذلك يقترح العلماء في بحث جديد نُشر في مجلة «Nature Geoscience» الاعتراف بأن البشر أصبحوا القوة المهيمنة في تشكيل البيئة القمرية وإعلان حقبة جيولوجية جديدة للقمر – الأنثروبوسين القمري.
وقال الجيولوجيون وعلماء الأنثروبولوجيا في جامعة كانساس، إن المهمات الفضائية قد دفعت القمر إلى عصر جديد من التدخل البشري.
ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن مؤلف الدراسة الرئيس جوستين هولكومب قوله: إن الفكرة تشبه إلى حدٍّ كبير مناقشة الأنثروبوسين على الأرض- دراسة مدى تأثير البشر على كوكبنا، «نحن ندعي أن الأنثروبوسين القمري قد بدأ بالفعل»، وأمل هولكومب أن يساعد مفهوم الأنثروبوسين القمري في تبديد الأسطورة القائلة إن القمر هي بيئة ثابتة لا تتأثر تقريباً بالإنسانية، وأشار العالم إلى أن «العمليات الثقافية بدأت تتفوق على العمليات الجيولوجية الطبيعية على القمر»، وأن هذه العمليات ترتبط بحركة الصخور الرسوبية، وعادة ما تشمل سقوط النيزك والحركات الجماعية.
وتشير التقديرات إلى أن البشر تركوا 500 ألف رطل من المصنوعات اليدوية البشرية على سطح القمر، ومن المقرر أن تعيد مهمة أرتميس التابعة لـ«ناسا» البشر إلى السطح مرة أخرى بحلول عام 2025.
وبهذا الصدد، قال هولكومب: عندما نفكر في تأثير المركبات الجوالة ومركبات الهبوط والحركة البشرية، فإنها تزعج الثرى بشكل كبير، مضيفاً: يجب على البعثات المستقبلية أن تفكر في تخفيف الآثار الضارة على البيئة القمرية.
ويقول العلماء: إنّه في سياق سباق الفضاء الجديد، فإن المشهد القمري سيكون مختلفا تماماً خلال 50 عاماً، هدفنا هو تبديد أسطورة القمر الساكنة والتأكيد على أهمية تأثيرنا ليس في الماضي فقط، بل في الحاضر والمستقبل أيضاً. نريد أن نبدأ المناقشات حول تأثيرنا على سطح القمر قبل فوات الأوان».
وفقاً للعلماء، فإنّ البعثات البشرية تترك حطاماً مختلفاً على القمر قائلين: نحن نعلم أنه على الرغم من عدم وجود غلاف جوي أو غلاف مغناطيسي للقمر، إلّا أنه يتمتع بغلاف خارجي دقيق يتكون من الغبار والغاز، بالإضافة إلى الجليد داخل مناطق الظل، وكلا هذين المكونين حساسان لانتشار غازات العادم.
ويريد العلماء استخدام مصطلح «الأنثروبوسين القمري» لتسليط الضوء على التأثير السلبي المحتمل للبشرية على البيئة القمرية ولفت الانتباه إلى مدى ضعف الأجسام القمرية ذات القيمة التاريخية والأنثروبولوجية، وفقاً للباحث، سيهدف هذا العمل إلى الحفاظ على أو فهرسة أشياء مثل المركبات القمرية والأعلام وكرات الجولف وآثار الأقدام على السطح.
وقال هولكومب: باعتبارنا علماء آثار، فإننا نرى أن آثار الأقدام على القمر هي استمرار لرحلة البشرية خارج إفريقيا، وضمن هذه الأطر، نهدف إلى إثارة اهتمام ليس فقط علماء الكواكب، ولكن أيضاً علماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا، الذين عادة لا يشاركون في المناقشات حول علوم الكواكب.