من إعلام العدو المشكلة الحقيقية والسؤال الملح.. كيف ستُنهي حكومة نتنياهو هذه الحرب..؟
دمشق- غسان محمد:
السؤال الملح والمطروح حالياً في «إسرائيل» هو ما يجب فعله بـ غزة، لكن هذا ليس السؤال الصحيح، السؤال الصحيح، حسب المحلل في صحيفة «معاريف» ران أدليست، هو ما العمل مع ائتلاف اليمين والمستوطنين الذين يدفعون باتجاه استمرار القتال، ولا يوجد لدى معظم أعضاء هذا الائتلاف أي فكرة عن المكان الذي ستؤدي إليه هذه الحرب، سوى أنها ستؤدي إلى المقابر، وما هي فرص تحقيق أهداف الحرب المعلنة.
اليمين المجنون الذي حُشر في الزاوية في الاستطلاعات، يأمل تحقيق نتيجة واحدة: استمرار القتال، ظناً منه أن السيطرة على غزة ستضمن له رفض الخطة الأمريكية لحل الدولتين، واعتقاده بأن استمرار القتال يعني استمرار وجود الائتلاف وضمان وجود المستوطنات واستمرار المماطلة في محاكمات نتنياهو، والأخطر من ذلك، أنهم لا يريدون، أن نعرف ثمن الحرب.
المشكلة الحقيقة لا تكمن في انهيار المقاومة في غزة، بل في انهيار «المجتمع» الإسرائيلي، وما يثير رعب اليمين المتطرف بالإضافة إلى نتنياهو، أنهم يدفعون السياسة إلى ساحة المعركة من الباب الخلفي، ففي غزة، هناك من يُقتلون وهناك من يَقتل، بينما تتم سرقة ميزانيات ضخمة لأغراض الحفاظ على التحالف.
نتنياهو مرتبط بتحالف مع إيتامار بن غابير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يحاولان إشعال النار في الضفة الغربية، ويتعهدان لـ نتنياهو بحمايته أمام المطالبة بتنحيته بعد نهاية الحرب، وهدفهما هو استغلال اعتماده عليهما لفرض استعادة السيطرة الكاملة على غزة، فبالنسبة لهما، فإنّ هدف الحرب في غزة هو حماية المستوطنات في الضفة الغربية.
بدوره، وتحت عنوان «ليس لدى نتنياهو أي فكرة عن كيفية الخروج من الهاوية» كتب يائير غولان، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليس لديه أدنى فكرة عن كيفية الخروج من الهاوية التي يتحمل مسؤوليتها، باستثناء التصريحات الفارغة من المضمون، حول القضاء على المقاومة في غزة، وهذا يؤكد أنه ليس لدى الحكومة، سياسة ولا إستراتيجية عسكرية لمواصلة الحرب، وفي هذه الأيام الصعبة، عندما يجد الإسرائيليون صعوبة في تصور المستقبل ويعيشون في حالة من عدم اليقين، هناك حاجة إلى «قيادة» إسرائيلة تتحدث إلى الناس، في وقت تم فيه تدمير حياة الآلاف من الإسرائيليين، ومئات الآلاف لا يعيشون في منازلهم، ومعزولين عن روتين حياتهم اليومي، ومن دون أي أمل في روتين طبيعي.