تجربة يجب أن تتوسّع… زيتون الأرصفة ينقذ العائلات الفقيرة من غلاء الموسم
ريف دمشق- عـلام العـبد:
في ظل الغلاء الفاحش الذي طرأ على أسعار الزيتون وزيته، وجدت العائلات الفقيرة ضالتها في أشجار زيتون الأرصفة، التي باتت تنتشر بين الأحياء وعلى الأرصفة بكثرة في العديد مدن المحافظات ومناطقها كحماة وحلب والقلمون وغيرها، وتشكّل مصدر رزق للكثيرين الذين يبحثون عنها لقطف ثمارها سنوياً كما هو حاصل اليوم، حيث تنتظر العائلات الفقيرة في تلك المدن والمناطق موسم “قطاف الزيتون” لجني ثماره من الأشجار المزروعة في أرصفة الشوارع في أماكن مختلفة من هذه المدينة وتلك المنطقة، في ظل عدم قدرتها على شراء ليتر واحد من زيت الزيتون.
في تصريح لـ ” تشرين، شجّع المهندس محمد كرابيج خبير الزيت والزيتون ومدير سابق لمكتب الزيتون المركزي، على زراعة أشجار الزيتون على أرصفة الشوارع، وتم تشجيع هذه الزراعة سابقاً قبل أكثر من عشرين عاماً فاستجابت بعض المحافظات مثل محافظة حماة.
وأضاف: هناك المئات من الأشجار في الشوارع والأرصفة لا يستفاد من إنتاجها، ولا تقوم أي جهة بعملية قطف حبات الزيتون، مشيراً إلى أن هناك الآلاف من الأشجار في شوارع مدينة حماة وبعض قرى وبلدات القلمون الغربي، وغالباً تحمل الثمار في كل عام لأنها محمية جزئياً من عوامل الطقس الضارة مثل الصقيع وتيارات الرياح القوية، وعادة يعتني كل مواطن بالأشجار المجاورة لمنزله، لأنه يستفيد من ثمارها، وكما هو معلوم فشجرة الزيتون شجرة جميلة وحضارية تزيّن الشوارع وهي دائمة الخضرة صيفاً وشتاء، ومجدية اقتصادياً، فتكلفة خدمتها تكاد تكون صفراً بعد زراعتها من البلديات أو المواطنين المجاورين أنفسهم.
فيما يشدّد المهندس الزراعي مسعود يوسف الخوري “متقاعد “، على أهمية وضرورة زراعة أشجار الزيتون داخل المدن وعلى الأرصفة، لما لذلك من آثار اقتصادية على العائلة، في ظل ما تشهده أسعار المواد الغذائية من ارتفاع كبير، مشيراً إلى أن أشجار الزيتون في القلمون لا تحتاج إلى مياه، لكون التربة كلسية وهي مناسبة لزراعة الزيتون، وخاصة داخل المدن، حيث لا تتعرض للصقيع مثلما تتعرض في الأماكن المفتوحة، كما أن أصحاب المنازل يقومون بتأمين ما تحتاجه شجرة الزيتون من عناية ورعاية واهتمام كالتسميد والسقاية .
ولفت الخوري إلى أن أشجار الزيتون من أنجح الأشجار التي يمكن نقلها وإعادة زراعتها ضمن شروط ومواصفات فنية معينة، وهي مناسبة للأرصفة والشوارع بسبب قصر ساقها، فهناك أنواع من الأشجار الحراجية لا تناسب زراعتها على الأرصفة بسبب طول جذورها، الأمر الذي ينعكس على الأرصفة والشوارع والأبنية .
وتوضح مديرة وحدة زراعة دير عطية ليلى مرمر أن موسم الزيتون في القلمون يشكل دخلاً للكثير من الأسر في المنطقة لاعتمادها عليه، وقطافه يشغّل المئات من الأيدي العاملة بعد أن تراجع أصحابها عن قطف ثمار الزيتون.
بينما يشير رئيس مكتب الخدمات في مجلس مدينة دير عطية محمود حسن إلى أن العديد من المواطنين يقومون بقطف ثمار الزيتون الموجودة في الشوارع، وتعد ملكاً للبلدية في العادة، إلا أن البلدية تسمح للمواطنين بقطفها ولا يوجد أي تشديد منها، مشيراً إلى أن الكثيرين يتسابقون لجني أرباح الأشجار في الشوارع وبأوقات مبكرة.
يشار إلى أن هناك المئات من الأشجار في الشوارع والأرصفة لا يستفاد من منتجها، ولا تقوم أي جهة بعملية قطف حبّات الزيتون.
وتبيّن سعاد العوض من سكان دير عطية، أنها تقوم في كل عام مع بداية شهر تشرين الأول، وحتى لا يسبقها أحد، بقطف ثمار الزيتون بكل أريحية وتلقى ترحيباً من المارة، إضافة إلى أن بعض المتطوعين يقومون بمساعدتها في عملية القطاف، وهناك بعض الأشجار في الشوارع، وخصوصاً أمام المنازل بحاجة إلى طلب إذن من أصحاب تلك المنازل لقطفها، وقد أصبحت لديها خبرة بكل أشجار الزيتون في شوارع دير عطية والتي يسمح لها بجني ثمارها، إلا أن هناك منافسين لها في قطف الثمار من الشوارع، لكنها تؤمّن حاجة أسرتها من زيت الزيتون البلدي، بعد أن أصبح سعر “التنكة” مرتفعاً ولا تقوى على شرائها.
إلى ذلك قدّرت دائرة الزراعة في منطقة النبك إنتاج المنطقة من الزيتون هذا العام بحوالي 167 طناً تقريباً من ثمار الزيتون، فيما يتوقع إنتاج حوالي 5 أطنان تقريباً من الزيت.
وأشارت في تقدير لها إلى أن قطاع الزيتون هو من أهم القطاعات الحيوية في منطقة النبك، حيث تشكل المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في المنطقة حوالي 313 هكتاراً مروياً وبعلاً تقريباً، وأن عدد الأشجار 44900 شجرة .