تكلفة النقل البحري بعد العدوان على غزة!
هل يترك العدوان (الصهيوأمريكي الغربي) على غزة آثاره السلبية على تكلفة النقل البحري عبر المضائق العربية التي تعتبر الشريان الأساسي لنقل السلع والخدمات لأغلب دول العالم؟، وخاصة أن النقل البحري هو أرخص أنواع النقل وأكثرها أمناً وأماناً وتسيطر عليه بشكل عام الدول والشركات الغربية المتآمرة على غزة والمشاركة في هذه الحرب الهمجية الفاشية البربرية، وتجدر الإشارة إلى أن النقل البحري ينقل أكثر من /90%/ من التجارة العالمية، وعبر الممرات المائية يمر أكثر من /61%/ من إنتاج العالم من النفط المسوق وبحدود /59/ مليون طن حسب تقديرات إدارة (معلومات الطاقة الأمريكية)، والسؤال هل سيتم استخدام الممرات المائية العربية (المضائق) لنصرة فلسطين وشعبها؟، وخاصة مضيق (جبل طارق ) ذو الموقع الاستراتيجي وهو يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ويفصل بين القارة الأوروبية (إسبانيا) والمملكة المغربية، ويمر عبره أكثر من /5%/ من تجارة النفط العالمية، وكذلك مضيق (باب المندب) على البحر الأحمر، ويفصل بين قارتي آسيا وإفريقيا، ويربط بين (اليمن وجيبوتي) وهو أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم ويمر عبره أكثر من /20%/ من السلع الاستهلاكية العالمية وخاصة للدول الغربية، وهو ممر عالمي استراتيجي، يمر عبره بشكل وسطي أكثر من /3،8/ ملايين برميل نفط يومياً، متجهة نحو (أوروبا وآسيا والولايات المتحدة)، كذلك مضيق (هرمز) الذي يفصل بين ( الخليج العربي وخليج عمان، ويربط بين (البحر الأحمر وخليج عدن) وتمر فيه أغلب ناقلات النفط والطاقة والسلع، وخاصة من الأسواق العربية إلى السوق الأوروبية قبل مرورها في قناة السويس، التي تربط بين البحرين (الأحمر والأبيض)، وتعتبر من أهم القنوات العالمية ويعبرها يومياً ما بين/ 20 و30 / ناقلة وأكثر من /22%/ من السلع الأساسية في العالم (الحبوب وخام الحديد والإسمنت)، ولذلك يفكر الكيان الصهيوني بإنشاء قناة بديلة عن قناة السويس وهي (قناة بن غوريون) واستخدمت أمريكا هذا المضيق لتطبيق الحصار على إيران، ومضيق ( تيران ) الذي يقع على البحر الأحمر ويفصل بين البرّ المصري والأردن ويطمع الكيان الصهيوني في السيطرة عليه نظراً لأهميته، وها هي الأطماع الغربية، وخاصة الأمريكية والبريطانية، تعود من جديد للسيطرة على البحار والمضائق وقنوات النقل البحري، كما حصل في حرب (السويس) سنة /1956/، ولا سيما أن البحار التي تمرّ بها أغلب التجارة العالمية أصبحت أداة بيد الدول الغربية وخاصة التحالف (الأنجلوساكسوني) أي أمريكا وبريطانيا، لتطبيق إرهابها الاقتصادي، من عقوبات وحصار جائرين مفروضين من طرف واحد ومخالفين للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، كما هو عليه الحال ضد سورية وإيران وفنزويلا وكوبا وغيرها، ولا سيما بعد أن فقدتا مصداقيتهما أمام أغلب شعوب العالم وتبين كذب ادعاءاتهما من موقفهما من العدوان والحرب على غزة، وتحولت غزة حسب الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس) إلى أكبر مقبرة في العالم بعد أن كانت أكبر سجن بل زنزانة في العالم، ففيها يعيش نحو /2،5/ مليون نسمة، ومساحتها لا تتعدى /362/ كم2 ففيها أكبر كثافة سكانية في العالم، والممارسات الغربية الاستعمارية حرضّت الكثير من دول العالم لتطوير صناعتها البحرية والقيام بمناورات بحرية كما حصل بين روسيا والصين وإيران، فهل يصعد محورا المقاومة ومكافحة الإرهاب من مساعيهما لإزاحة الدول الغربية عن التحكم في البحار والمحيطات؟، وهل يتحول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة عالمية وتمر عبره أكثر من /75%/ من مستوردات وصادرات الكيان الصهيوني إلى مرفأ إيلات وهو مرفأ أم الرشراش باللغة العربية، وكذلك البحر الأبيض المتوسط الذي تمر عبره أغلب السلع إلى القارة الأوروبية وتنساب من خلاله أكثر من /40%/ من التجارة العالمية وغزة خاصرته، وهو من أهم الممرات لنقل الغاز الطبيعي المسال من ( منطقة الخليج العربي وإفريقيا) إلى دول شرق آسيا التي يتزايد طلبها على الغاز، وأبرزها اليابان وكوريا الجنوبية. فهل سنشهد حرباً عالمية بحرية بعد العدوان على غزة والتي تحاصرها أكبر السفن البحرية والطائرات الغربية والصهيونية مثل “يو إس إس دوايت دي ايزنهاور” ويو إس إس جيرالد آر فورد”، وبوارج بريطانية وفرنسية وطائرات ألمانية…إلخ ؟!. أم للعرب كلمة أخرى، أم ستتضاعف تكلفة النقل البحري وتتعرقل حركة الاستيراد والتصدير عبر البحار ؟ هذا ما نتوقعه.