رغم ارتفاع التكاليف زراعة القمح تبدأ في السويداء

تشرين- طلال الكفيري:
لم تشكّل تكاليف الإنتاج المرتفعة، المترتّبة على مزارعي القمح في السويداء هذا الموسم، أي عائق أمامهم  لزراعة أراضيهم  بمحصول القمح، التي بدأت  تسير بوتيرة عالية في مناطق زراعته، وخصوصاً بعد الهطولات المطرية الأخيرة.
ويشير عدد من الفلاحين لـ” تشرين” إلى أن مستلزمات الإنتاج هذا الموسم، باتت تشهد ارتفاعاً غير مسبوق بأسعارها، ما وضع الفلاحين بين خيارين أحلاهما مرّ، فإما العزوف عن زراعة أراضيهم، و بالتالي تركها “بوراً” هرباً من أعباء مستلزمات الإنتاج التي قد تترتب عليهم، وهذا ما لا يريده الفلاحون، لكون الزراعة تعدّ مصدر رزقهم الوحيد، وإما “المجازفة” مادياً وزراعتها، وتَحمّل تلك التكاليف المْثقلة لكاهلهم. وهذا ما أقدم عليه المزارعون، رغم ما سيترتب عليهم  في نهاية المطاف من ديونٍ مالية، وخصوصاً بعد وصول  سعر طن القمح من مؤسسة إكثار البذار أي “مدعوم” إلى (3.9) ملايين ليرة، ناهيك بأجور الفلاحة التي وصلت إلى 70 ألف ليرة للدونم الواحد، بسبب شراء أصحاب الجرّارات مادة المازوت بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، لعدم تأمين المادة لهم بالشكل المطلوب وفق البطاقة الإلكترونية.
لتأتي أسعار الأسمدة التي ارتفعت مؤخراً  و”تزيد في طنبور الغلاء نغماً”، وليبقى لتكاليف الحصاد طعمها الأشد مرارة من تكاليف الزراعة والفلاحة، والتي تحتاج هي الأخرى إلى ميزانية مالية خاصة بها.
وفي هذا السياق، أوضح  رئيس اتحاد فلاحي السويداء حمود الصباغ لـ” تشرين” أن الأمطار التي هطلت مؤخراً، حفّزت الفلاحين على استكمال الخطة الزراعية بالنسبة للقمح، التي بدأت بشكلٍ فعلي، ومن المتوقع الانتهاء منها في منتصف شهر كانون الأول الحالي، مبيّناً أن  خطة زراعة القمح لهذا الموسم تبلغ نحو 35 ألف هكتار، وأغلب زراعته في السويداء تعتمد على مياه الأمطار، وقد تم تأمين البذار للفلاحين مغربلاً ومعقماً من مؤسسة إكثار البذار بسعر (3.9) ملايين ليرة وهو أقل من سعر السوق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار