ليست “حزّورة أو نكتة”.. تخصيص  ليتر ونصف الليتر من المازوت  لكل دونم  يُفلَح لزراعة القمح

تشرين- محمد فرحة:
أن يعاني المزارعون ويشكون منذ اليوم الأول  للإعداد وتهيئة الأرض لزراعة القمح ، فهذا عامل تثبيط وعدم تحفيز، وأن يسمعوا كلاماً معسولاً وجميلاً  مع بداية التحضير للخطة الزراعية، وتحديداً لزراعة محصول القمح الذي ننتظر ونريده بيادر، بينما يفاجؤون بأن مخصصات فلاحة كل دونم، لتهيئته قبل الشروع بعملية نثر البذار، هي ليتر ونصف الليتر فقط، فهذا يجعلهم يعدّون للمليون وليس للألف، بل هم مصيبون أن يذهبوا نحو زراعات أكثر ربحية وريعية.
وفي أجواء هذه الوقائع، نرى أن غياب المستلزمات هي الأزمة، وارتفاع أسعارها هي المشكلة، والأزمة أَولى بالمعالجة قبل المشكلة.
في هذه الأثناء، ذكرت “الزراعة” أن الدعم الزراعي زادت فاتورته عن الـ١٣٣٤ مليار ليرة، منها ١١٧ ملياراً لدعم بذار محصولي القمح والشعير، وأكثر من ٧٨ ملياراً دعماً من صندوق الإنتاج الزراعي للأسمدة، غير أن السؤال: أين نتائجه على أرض الواقع عملياً؟
وبالتالي فقدان الثقة بكل وعد يسمعونه لجهة تأمين وتوفير مستلزمات الخطة الزراعية ، وهي التي تم دعمها وتخصيصها بأكبر موازنة تمهيداً واستعداداً للعام القادم، ومن المعروف أن الثقة إذا فُقدت فليس بالأمر السهل استعادتها.
في سؤال ملحٍّ وجوهريّ، يطرحه المزارعون الآن مؤدّاه : لماذا قيل لنا إن مخصصات فلاحة الدونم خمسة ليترات من المازوت، وعند مراجعتنا الوحدات الإرشادية ومديريات الزراعة تبيّن أنها ليتر ونصف الليتر فقط وعبر رسالة نصية؟!
فهل من المعقول أن يذهب المزارع، إذا ما أراد زراعة عشرة دونمات، إلى محطة المحروقات لاستلام ١٥ ليتر مازوت، وإذا كانت المساحة أقل، ستكون مخصصات المازوت أقل، حيث تكون أجرة وسيلة النقل لإحضار هذه الكمية من محطات الوقود تفوق ثمن ليترات عدة من المازوت؟!
ومع ذلك يأتي المعنيون ليؤكدوا أنهم وفّروا مستلزمات الخطة الزراعية ولزوم زراعة محصول القمح !
مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف أوضح لـ”تشرين”  أن مخصصات فلاحة الدونم هي ليتر ونصف الليتر، لكنه استدرك بأن هذه الكمية كدفعة أولى.
في حين أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة عبد الحميد العموري، أنه تم تخصيص ٣ ليترات لزوم فلاحة كل دونم سيزرع قمحاً، منوها بأن إعلان  ارتفاع أسعار الأسمدة جاء في وقت غير مناسب.
وإضاف: إن الفلاحين يحبّون الأرض وسيزرعون، لكن يجب إنصافهم  بتسعيرة شراء تتعدّى سعر الكيلو فيها عن الـ 6 آلاف ليرة.
بالمختصر المفيد، يبقى السؤال الكبير المطروح والملحّ ومؤدّاه: لماذا لم يشعر المزارعون بقيمة الدعم المقدّم للقطاع الزراعي، ولم يروا أثره البالغ لتحفيزهم على زيادة الغلة الإنتاجية  ؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار