أسواقنا الشعبية… هل نعيد ألقها؟

حظيت الأسواق الشعبية، التي افتتحت في مدن محافظة طرطوس الست، بالكثير من الاهتمام من قبل المحافظة، وعقدت الاجتماعات لساعات طوال بهدف إنجاحها والتوسع بها أفقياً، لتغطّي كل مدن وبلدات المحافظة.

ووعدت محافظة طرطوس حينها بتأمين السيارات الكافية من ” السورية للتجارة” ومجالس المدن مجاناً، لنقل المنتجات من الحقول والمعامل، بما فيها زيت الزيتون وبيعها للمستهلك مباشرة، مع استعدادها لتغطية أي خسائر أو تكاليف إضافية تدفعها مجالس المدن.

وكانت انطلاقتها موفّقة، حيث وجد الفلاح والمستهلك ضالتهما في هذه الأسواق من خلال طرح المنتجات من المنتج إلى المستهلك، ما كسر حلقة الوسيط، وحماهما من جشع التجار، في ظل جنون الأسعار الذي لا يرحم.

هذه التجربة لم تطُل، لتصطدم بصعوبات ومعوقات كثيرة، بعد كل ما حدث من “تطبيل وتزمير” لها، وانتهى حال بعضها إلى الإغلاق، وما تبقّى منها زالت عنه الصفة التي وُجدت لأجلها هذه الأسواق “الشعبية” لتضاهي في أسعارها الأسواق الأخرى.

فمن المفترض أن تكون منتجات هذه الأسواق من المنتج إلى المستهلك، عن طريق تدخل أذرع اتحاد الفلاحين وروابطه المنتشرة في كل أنحاء المحافظة، وفرع “السورية للتجارة”، عن طريق نقل منتجات الفلاح والمعامل إلى الأسواق الشعبية بسعر التكلفة.

ولكن دخول أصحاب البسطات وبعض التجار لهذه الأسواق، وعدم قيام “السورية للتجارة” واتحاد الفلاحين بدورهما، لعدم جدّيتهما في الحصول على المنتجات بشكل مباشر وطرحها بالأسواق الشعبية، جعل نجم هذه الأسواق يأفل ويتلاشى بريقها يوماً بعد يوم.

كم نحن اليوم بحاجة لعودة هذه الأسواق ودعمها بقوة، في ظل الارتفاع الكبير للأسعار وفوضى الأسواق وغياب الضمير لدى الكثير من التجار وحيتان الأسواق الذين  “يأكلون البيضة والتقشيرة”، وهمّهم الوحيد الربح فقط؟.

فهل نعيد لهذه الأسواق ألقها، ونوليها الاهتمام المطلوب، واليوم أكثر من أي وقت مضى، فهي الداعم الحقيقي للفلاح والمستهلك معاً؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار