كسر حاجز الخوف يتطلب منح الناس أملاً بغدٍ أفضل
الحرية – دينا عبد:
لم يكن خافياً على أحد حجم الخوف الذي كان يعانيه المواطنون السوريون في عهد النظام البائد الذي كبّل الحريات، فأي حديث حتى وإن كان بسيطاً يتعلق بهموم الحياة المعيشية من الممكن بأن يؤدي إلى الملاحقة والزج في غياهب سجون النظام المجرم، وبعد انتصار الثورة السورية وسقوط النظام البائد كسر حاجز خوف المواطنين وبدأو يعبرون عن امالهم وتطلعاتهم وافكارهم من دون أي خوف للنهوض بوطنهم وإعادة بنائه.
صحيفة الحرية استطلعت آراء بعض طلاب الجامعة حيث عبرت الطالبة الجامعية رهام كبور عن سعادتها بالقدرة على النقاش بالوضع السياسي مع زملائها في الكلية اليوم خاصة بعد سقوط النظام البائد والذي أدى لكسر حواجز الخوف داخل الجامعات.
وأشارت خلال حديثها الى أن مساحة الحرية باتت كبيرة وواسعة وخاصة للشباب ( الذكور منهم) من أجل التعبير عن ميولهم وأرائهم حتى لو كانت سياسية دون خوف.
بدوره أكد الطالب الجامعي زيد سعيد أن الخوف قد تلاشى وانكسر حاجز التوتر وبات من الطبيعي سماع صوت الشباب وأحاديثهم عالياً خلال هذه الفترة، فكل حواجز الخوف من الحديث في السياسة أو عن النظام البائد انتهت وذهبت إلى غير رجعة مع سقوط المجرم بشار الأسد، مضيفاً: سابقاً كنا نخاف التكلم ولو بأبسط الأمور ونتلفت يميناً ويساراً خوفاً من أن يسمع أحد حديثنا.
وتابع: هناك تضارب في الآراء بين الطلاب الجامعيين وهذا طبيعي جداً فمستويات الثقافة السياسية بين الطلاب متفاوتة، والميول السياسية باتت أكثر وضوحاً لدى مختلف الشرائح الطلابية، لأن كثيرين كانوا يخفون أفكارهم ولا يظهرونها للعلن أو يتحدثون عنها، أما اليوم فقد تلاشى الخوف والتوتر وصار الحديث بصوت عال.
اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي أوضحت خلال حديثها مع صحيفة الحرية أن الإنسان لديه خوف وقلق مستقبلي من التجارب الجديدة التي سيخوضها، فالإنسان يحس بالأمان من خلال الروتين الطبيعي والعادات والتقاليد التي تعود عليها.
وقالت نجاتي: عندما تتغير هذه العادات يصبح لديه ممانعة نفسية ضد التغيير تتجلى بشعور القلق والحزن والتوتر والاكتئاب بسبب التغيير، ومع إحساس الناس بالخوف فأنه يتلاشى تدريجياً مع إعادة ضبط مصنع التكيف النفسي أي يجد أن الخطر الذي كان يراوده لم يتعرض له.
وأشارت نجاتي إلى أنه كان لتوفر المواد الغذائية والأدوية وانخفاض الأسعار شعور بالأمان لدى الناس، مشيرة إلى أن البعض كان يرفض التغيير خوفاً مما سيجري مستقبلاً، وكلنا أمل بأن القادم لبلدنا هو الأمان والهدوء والسكينة.