هل تصبح سورية ساحة للمصالح والتنافس الإقليمي؟

الحرية- موسى الأسعد:

إن تغيير القيادة في سورية يفتح ساحة جديدة للمصالح الإقليمية والمنافسة، حيث قد تجد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة نفسيهما مرة أخرى في تنافس مع تركيا وقطر وفي منافسة مع بعضهما بعضاً.
يقبل السعوديون والإماراتيون على مضض حكم القيادة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، تمامًا كما قبلوا مؤخرًا بنظام الأسد، ومع ذلك، في حين تظهر الرياض براغماتية في علاقاتها مع القيادة الجديدة – وكانت الوجهة الأولى لزيارة وزير الخارجية السوري الجديد إلى الخارج – تبدو أبو ظبي أكثر تخوفًا بشأن توجهات القيادة الجديدة.
إن نجاح القيادة السورية الجديدة واستقرار البلاد أمران مهمان بالنسبة لهم، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن ذلك من شأنه أن يجعل من الصعب على إيران استعادة وجودها في سورية، وفي الوقت نفسه، يسعون إلى منع سورية من أن تصبح جزءاً من المحور الإسلامي الذي تقوده تركيا وقطر، والذي من شأنه ( في نظرهم ) أن يقوض استقرارهم ويعرض مكانتهم للخطر، وقد أعرب المستشار الكبير لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش صراحة عن قلق أبو ظبي بشأن انتماء القيادة الجديدة إلى تنظيم القاعدة وأشار إلى أن الشرق الأوسط شهد بما سماها “وحشية” مثل هذه القوى الإسلامية.
إن السعوديين والإماراتيين لديهم خبرة في التعامل مع القوى الإسلامية في سورية وليبيا واليمن والسودان، ومع ذلك، في الوقت الحاضر، تظل الساحة الرئيسية لنفوذهم اقتصادية: حيث تقدر تكلفة إعادة بناء سورية التي مزقتها الحرب ونظام الأسد بنحو نصف تريليون دولار
والقائد أحمد الشرع في حاجة ماسة إلى الاستثمارات الأجنبية، وخاصة بعد توقف المساعدات الدولية وفي حين تتمتع تركيا وقطر بميزة بسبب علاقاتهما السابقة مع القيادة الجديدة، فإن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تريان أنهما تمتلكان القوة الاقتصادية التي يمكن أن تعمل كقوة موازنة.
في الواقع، بعد وقت قصير من تولي القيادة الجديدة السلطة في سورية، التقى كبار المسؤولين من الجانبين، والمملكة العربية السعودية بدأت بتوريد النفط إلى سورية بدلاً من إيران، ووافقت قطر على إعادة تأهيل الموانئ التي تضررت من قبل إسرائيل وكذلك صناعات الطاقة.
من جانبهم، أعلن الأتراك أنهم سيعيدون النظر في خطة قديمة لإنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي عبر سورية، يربط قطر بتركيا ويقلل من تكاليف نقل الغاز من دول الخليج إلى أوروبا، التي تتوق إلى استبدال اعتمادها على الغاز الروسي.
قد يؤثر تطور هذه المبادرات على التوجهات الإقليمية وسياسات النظام الإسلامي، فضلاً عن توازن القوى الإقليمي، بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر على إسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بخط أنابيب الغاز الذي يمكن أن ينافس صادرات الغاز الإسرائيلية ومع ذلك، مثل الخطط الأخرى، تظل هذه المبادرات بعيدة عن التحقق، وتعتمد على استقرار سورية الجديدة.

* كاتب سياسي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار