السفير آلا: ضرورة تضافر الجهود لمواجهة مخططات الاحتلال الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية
أكد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير حسام الدين آلا ضرورة تضافر الجهود لمواجهة وإحباط مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشيراً إلى أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها في قطاع غزة، تجري برعاية وتواطؤ دول غربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وبدعم يرقى إلى مستوى الشراكة في تلك الجرائم.
وقال السفير آلا في بيان اليوم خلال الدورة الاستثنائية للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بشأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة: ترحب سورية بعقد هذه الدورة لبحث سبل مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومساءلة كيان الاحتلال عن الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، حيث تسببت غاراته الهستيرية المتواصلة بمجازر طالت عائلات بأكملها، وباستشهاد أكثر من 7000 فلسطيني، غالبيتهم أطفال ونساء، وبإلحاق دمار واسع بالممتلكات والأحياء السكنية ودور العبادة الإسلامية والمسيحية والمدارس والمشافي والمرضى والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف ومراكز الإيواء والمعابر والقوافل الإنسانية والعاملين الإنسانيين.
وأشار السفير آلا إلى أن الاحتلال يمارس سياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية في قطاع غزة، ويفرض حصاراً شاملاً عليه منذ أكثر من 17 عاماً لحرمان الفلسطينيين فيه من أبسط مقومات الحياة سعيا لتهجيرهم القسري، وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية إليهم بشكل مستمر ومستدام ودون عوائق، مبيناً أنه من المثير للغضب أن ترتكب هذه الجرائم المصنفة كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني، برعاية وتواطؤ من بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وبدعم يرقى إلى مستوى الشراكة في تلك الجرائم، كما تؤكده تصريحات قادة هذه الدول ومواقفها المنحازة في الأمم المتحدة، التي تشجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في استهتاره بالقوانين الدولية والقيم الإنسانية، وإصراره على ممارسة العنصرية والتطهير العرقي، بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإلغاء حقه في الوجود، ووضعه أمام خيار الموت أو الرحيل القسري عن أرضه لصالح مخطط استعماري استيطاني عنصري غير إنساني.
وأوضح السفير آلا أن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وخارجه تزامن مع استفزازات واعتداءات عسكرية على الأراضي السورية واللبنانية، بما في ذلك الاعتداءات المتكررة مؤخراً على مطاري دمشق وحلب، في محاولة لتوسيع نطاق الحرب والعدوان بما يهدد السلم والأمن على امتداد المنطقة وخارجها، مشيراً إلى أن جرائم الاحتلال في فلسطين لا تنفصل عن انتهاكاته المتواصلة بحق أهالي الجولان السوري المحتل.
وجدد السفير آلا إدانة سورية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستنكارها محاولات التذرع بما يسمى “حق الدفاع عن النفس” لتبرير مجازر الاحتلال وقتله الأبرياء ومحاولات المساواة بين الضحية والمعتدي المستعمر، مؤكداً وجوب تحمل مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته في الوقف الفوري للعدوان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وتحمل الآليات الأممية لحقوق الإنسان لمسؤولياتها في كفالة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم ووضع حد لإفلاتهم من العقاب.
وقال السفير آلا: ندعو إلى تحرك عربي منسق للمطالبة بعقد دورة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان بهذا الشأن، فدماء الشهداء والأبرياء في غزة تستصرخ ضمائرنا للتحرك من أجل وضع حد فوري للعدوان الإسرائيلي، ومحاسبة مرتكبيه وتوفير الحماية والإغاثة للشعب الفلسطيني.
وجدد السفير آلا التأكيد على دعم سورية الكامل للشعب الفلسطيني الذي يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه وفي مقاومة عقود من الاحتلال الاستعماري ومحاولات حرمانه من حقوقه غير القابلة للتصرف في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على كامل أرضه المحتلة حتى خط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، ومن ممارسة حقه في العودة تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وشدد السفير آلا على أهمية تضافر الجهود لمواجهة وإحباط مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، من خلال التهجير القسري الممنهج للشعب الفلسطيني إلى خارج أرضه، والذي يشكل جريمة حرب بموجب المادة الـ 49 من اتفاقية جنيف الرابعة.