كوادر قطاع الكهرباء في الحسكة تعمل على إصلاح ما دَمّرَهُ المحتل التركي
تشرين – خليل اقطيني:
تسابق كوادر القطاع الكهربائي في محافظة الحسكة الزمن وتوصل الليل بالنهار، من أجل إصلاح ما دَمّرَهُ المحتل التركي من منشآت كهربائية، سواء محطات توليد أو محطات تحويل، في عدوانه الأخير على المحافظة.
هذه المنشآت هي خمس، منها أربع محطات تحويل ومحطة توليد واحدة وأخرجها من الخدمة. حارماً بذلك ما يزيد على نصف مليون إنسان، يعيشون في مدن وبلدات وقرى المنطقتين الشمالية الشرقية والشمالية من المحافظة، ليس من التيار الكهربائي فحسب، وإنما من خدمات كل المؤسسات التي كانت المنشآت الكهربائية المدمرة تزوّدها بالطاقة. ولاسيما محطات مياه الشرب والمخابز الآلية والمستشفيات والمطاحن ومراكز الاتصالات وغيرها. إذ قام المحتل التركي بتدمير تلك المنشآت رغم علمه علم اليقين بأنها مؤسسات خدمية أنشأتها الدولة السورية لتقديم مختلف أنواع الخدمات لسكان المنطقة.
البداية من منشأة السويدية
وقد تكللت جهود الكوادر العاملة في قطاع الكهرباء بالنجاح أولاً بصيانة وإصلاح وإعادة تأهيل عنفتين من عنفات المحطة الحرارية أو المنشأة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية في السويدية، وإعادتها إلى الخدمة.
ويعتبر المدير العام للمنشأة عبد الكريم شيخ علي هذا النجاح ثمرة تعاون وثيق بين الكوادر الفنية في المنشأة من جهة وكوادر مديرية حقول نفط الحسكة في منطقة الرميلان ومديرية استثمار غاز الحسكة في السويدية من جهة ثانية، حيث حولت هذه المؤسسات ساحة العمل إلى خلية نحل بكل ما في هذه الكلمة من معنى. إذ تعج هذه الساحة بالمهندسين والفنيين والعمال والمعدّات والآلات والآليات الهندسية من كل الأحجام؛ خفيفة ومتوسطة وثقيلة، من أجل إنجاز العمل في أقصر فترة ممكنة.
موجهاً الشكر لكل تلك الكوادر ولكل المؤسسات التي انخرطت بالعمل ولم تتوانَ عن وضع إمكانياتها تحت تصرف المنشأة.
الشيخ: إعادة منشأة توليد السويدية إلى الخدمة.. والعمل جارٍ في محطات التحويل
وبَيّن شيخ علي أن أعمال إعادة التأهيل تتضمن إصلاح وصيانة العنفات، حيث تم حتى الآن الانتهاء من إصلاح عنفتين، والعمل جارٍ ومستمر على قدم وساق لإصلاح بقية العنفات. كما تتضمن الأعمال استبدال الكابلات الكهربائية المحترقة، إضافة إلى إصلاح المحطات المتضررة وإعادتها للعمل بشكل تدريجي. وقد تمت إعادة ضخ كميات الغاز اللازمة لتشغيل العنفات، من أجل تزويد المناطق التي تزودها المحطة الحرارية أو المنشأة العامة لتوليد السويدية بالتيار الكهربائي، وهي مناطق واسعة من شمال شرق وشمال الحسكة، تمتد من منطقة المالكية على الحدود السورية – العراقية إلى منطقة القامشلي على الحدود السورية – التركية من شمال شرق الحسكة إلى (شمالها).
مؤكداً أن الأعمال الجارية تحظى بمتابعة مستمرة من أعلى المستويات في الحكومة السورية، ولاسيما وزير الكهرباء ومحافظ الحسكة، اللذين على تواصل دائم معنا على مدار الساعة، من أجل الاطلاع على المراحل التي وصل إليها العمل، وتذليل الصعوبات التي تعترضه.
وأوضح شيخ علي أن المحطة هي منشأة توليد طاقة كهربائية من الغاز المرافق لحقول النفط، تقع في السويدية أقصى شمال شرق الحسكة، بجوار حقل الرميلان النفطي ومعمل الغاز، وهي إحدى المنشآت التي تُزوّد البلاد بالطاقة الكهربائية. مشيراً إلى أن المنشأة تضم خمس مجموعات توليد (عنفات)، تعمل على الغاز الطبيعي باستطاعة إنتاجية اسمية تبلغ ١٥٠ ميغا، تم استلامها وتشغيلها في الثاني عشر من شهر نيسان من عام 1989.
كاشفاً أن المحتل التركي لم يكتفِ بتدمير المنشأة العامة لتوليد الطاقة في السويدية، التي تزود منطقتي القامشلي والحسكة بالتيار الكهربائي، وإنما دمّرَ المعمل الذي يُزوّد عنفات منشأة التوليد بالغاز.
والشيء بالشيء يذكر، من المنشآت المهمة التي أدى العدوان التركي إلى خروجها من الخدمة – حسب شيخ علي – منشأة إنتاج الغاز المنزلي في السويدية. التي تنتج نحو 13 ألف أسطوانة غاز يومياً، وتعد أهم المنشآت الخدمية في المنطقة، كونها الوحيدة التي تغذّي سكان مناطق شمال وشرق سورية بالغاز المنزلي.
محطات التحويل
وبالتوازي مع الأعمال الجارية في منشأة توليد السويدية، تواصل الكوادر الفنية العاملة في القطاع الكهربائي في المحافظة العمل بصيانة وإصلاح وإعادة تأهيل محطات التحويل الأربع التي دَمّرَها المحتل التركي في عدوانه الأخير على المحافظة.
إدريس: الاحتلال التركي حرم نصف مليون إنسان من الكهرباء ومن خدمات المؤسسات التي تغذّيها
ويوضح المدير العام لشركة الكهرباء المهندس صالح إدريس أن هذه المحطات هي عامودا والقامشلي الشمالية والقحطانية وتل أحمد. أنشِئَت مطلع التسعينيات من قبل شركة إيرانية، وتضم كلّ منها محولتي 20/66 ك.ف استطاعة 30 ميغا واطاً. وكل محطة من هذه المحطات تغذّي سكان المنطقة الموجودة فيها، وسكان القرى والأرياف المحيطة بها. إضافة إلى تغذية العديد من المؤسسات الخدمية الموجودة في المنطقة بالتيار الكهربائي، وبخروج محطات التحويل الكهربائية من الخدمة خرجت بقية المؤسسات الخدمية التي تتغذّى منها من الخدمة أيضاً.
وأضاف إدريس: إن محطة تحويل عامودا مثلاً، هي صلة وصل بين محطة تحويل القامشلي الجنوبية الرئيسة ومحطة تحويل الدرباسية، التي تغذّي محطة مياه عللوك في ريف منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة بالتيار الكهربائي اللازم لتشغيل آبار المحطة، التي أدى توقفها عن العمل والضخ إلى حرمان السكان المستفيدين منها من مياه الشرب، والذين يزيد عددهم على مليون إنسان في منطقة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها.
أما محطة تحويل القامشلي الشمالية، فأدى خروجها من الخدمة إلى خروج كل المؤسسات التي تغذيها من الخدمة أيضاً، وأبرزها محطتا مياه الجغجغ والعويجة وصوامع الحبوب ومركز الاتصالات ومطحنة الجزيرة وإحدى المستشفيات وغيرها.
من الأمريكي إلى التركي
إدريس لفت إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي أن بعض هذه المنشآت كان قد تعرض في السنوات السابقة إلى التدمير من قبل طيران المحتل الأمريكي، كمحطة تحويل تل أحمد التي دمرتها القوات الأمريكية في عام 2015 بغارة جوية، واليوم يقوم المحتل التركي بتدمير هذه المحطة للمرة الثانية. الأمر الذي يبين بما لا يدع أي مجال للشك أن المحتلين الأمريكي والتركي هما وجهان لعملة واحدة، وأن المحتل يبقى محتلاً، أياً كانت جنسيته.
مؤكداً أن الخسائر الناجمة عن تدمير محطات تحويل وتوليد الطاقة الكهربائية في محافظة الحسكة من جراء العدوان التركي الأخير تقدر بملايين الدولارات.