الهوية الوطنية “مكوناتها ومهدداتها وسبل تعزيزها” في جلسة حوارية باللاذقية
تشرين – سراب علي
في متابعة وزارة الثقافة لجلساتها الحوارية للمشروع الوطني للهوية الوطنية بعنوان “مكوناتها ومهدداتها وسبل تعزيزها”، عقدت في المركز الثقافي باللاذقية جلسة حوارية بمشاركة وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح و مدير الثقافة في المحافظة مجد صارم وشخصيات ثقافية وعلمية وأدبية من المحافظة.
وبينت مشوح في حديث ل( تشرين ) أن الجلسة الحوارية تناولت الهوية الوطنية و مكوناتها و أبعادها وكل ما يتهددها من مخاطر، إذ رأينا أن بعض المخاطر التي تهددها قد تكون ناشئة عن عوامل داخلية ( نفسية، اجتماعية، اقتصادية) أو عوامل خارجية لها صلة بالعولمة بشكل عام وآثارها السلبية، كما لها صلة بالحصار و والحرب التي شنت على سورية وغيرها.
وأضافت: تعزيز الهوية هو تعزيز للانتماء الوطني و نحن اليوم بحاجة لأن نعزز الانتماء الوطني فلا تشوبه شائبة، كما أننا نبحث في الهوية الوطنية لأن هويتنا أصابها الخلل عند البعض و هناك رواسب خلال سنوات الحرب الإرهابية، و سنوات الحصار والظلم الذي لحق بسورية، وهذا لابد أن يترك آثاره على الإنسان نفسه وبيئته النفسية والفكرية .
وتابعت مشوح: نريد لهذه الهوية أن تتحدد معالمها بدقة وأن ندرس كل ما يتهددها حتى نحصنها و نعززها بخطة وطنية استراتيجية تلتزم بها جميع الجهات المعنية من الإعلام والثقافة والتربية والشؤون الاجتماعية والأوقاف بالإضافة لجمعيات المجتمع الأهلي التي يجب أن تلتزم بما عليها وبما تقترحه في سبيل تعزيز هذه الهوية .
وأوضحت مشوح أن الانطلاقة الأساسية للبحث في الهوية الوطنية كانت قبل عام،حيث تم وضع دراسات ونظريات لهذا الحوار ، كما وضعت بعض الضوابط لهذا الحوار ، وبعدها تم الانتقال إلى جلسات حوارية في عدة محافظات بمشاركة مثقفين ومفكرين وأدباء وشخصيات دينية.
وعلى هامش الجلسة، التقت “تشرين” بالأديب و الكاتب حسن م يوسف الذي أكد أن الهوية الوطنية السورية واضحة وليست بحاجة لتحديد معالمها، بل بحاجة لتفعيلها لتتحول إلى سلوك في حياة المواطنين، و قيم تحكم تصرفاتهم و تحدد مستقبل البلد، وأضاف: لا شك تعرضت الهوية لشيء من التهديد أثناء العدوان على سورية ولهذا علينا أن نرمم هذه الثغرات التي أحدثتها الحرب في ولاء المواطنين لوطنهم لكي يستعيد المواطن ثقته بنفسه ووطنه و هويته.
كما بين الباحث التاريخي بسام جبلاوي في تصريحه ل( تشرين ) أن ما طرح خلال الجلسة هو تأكيد أن الهوية السورية عريقة والتأكيد على ضرورة تفعيلها لدى أبناء الوطن على امتداد الوطن و من منظور عروبي، ومن خلال المجتمع العربي بكامله، بالإضافة إلى أن المحددات و الملامح الأساسية التي طرحت تشكل خطة استراتيجية مهمة لتعزيز حياة المواطن و المواطنة و الوطن و الانتماء له وتكامل الذات وبناء المجتمع انطلاقاً من الأسرة والفرد والمدرسة والمجتمع.