السويد ستتحول «مكسر عصا» بين أنقرة وبروكسل.. وأردوغان المخذول أوروبياً: لا نحتاجكم؟!

تشرين – وكالات:
يبدو أن السويد ومسألة عضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» ستتحول إلى “مكسر عصا” بين تركيا والاتحاد الأوروبي، حيث تمسك الأولى بزمام هذا الانضمام، فيما يتجه الثاني إلى إدارة الظهر مجدداً لتركيا، بعد وعوده لها بقبول انضمامها إلى الاتحاد مقابل موافقتها على انضمام السويد إلى «ناتو».
واليوم، أعطى الرئيس التركي رجب أردوغان مزيداً من الإشارات السلبية للاتحاد الأوروبي حيال إمكانية الموافقة على انضمام السويد إلى الحلف قائلاً: إن الخطوات التي اتخذتها السويد للتصديق على عضويتها في الحلف ليست كافية.
وقال في مقابلة مع قناة «بي بي إس» الأمريكية: كي يتم التصديق على عضوية السويد في «ناتو» يتعين على السويد بالطبع أن تفي بالتزاماتها، يجب وقف مظاهرات وأنشطة المنظمات الإرهابية في شوارع ستوكهولم فوراً، لأنه من المهم جداً بالنسبة للشعب التركي أن يرى ذلك يحدث بالفعل.
وأضاف: يبدو أن السويد قامت بتغيير بعض التشريعات، لكن هذا ليس كافياً.
وكانت السويد مع فنلندا تقدمت بطلب انضمام إلى الحلف على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وفي 4 نيسان الماضي تم التصديق على انضمام فنلندا، فيما السويد لا تزال تنتظر الموافقة التركية والمجرية.
ومن المقرر أن ينظر البرلمان التركي في الموافقة على طلب السويد في تشرين الأول المقبل، وحسب صحيفة «حرييت» التركية فإن مسألة عضوية السويد في الناتو يمكن أن تتبناها لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان باعتبارها «إعلان نوايا» ولكن عملية المراجعة في الجمعية العامة ستأخذ في الاعتبار ما إذا كانت السويد تفي بالشروط التركية.
ولا تزال تركيا في وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 1999، وخلال قمة حلف «ناتو» في فيلنيوس/ ليتوانيا في تموز الماضي وضعت تركيا عدة مطالب للقبول بعضوية السويد في الحلف منها أن يتم قبولها عضواً في الاتحاد الأوروبي.
ويرى مراقبون أن هذه المسألة لا تعتمد كثيراً على السويد نفسها، فهي ليست دولة وازنة في الاتحاد الأوروبي، بل تعتمد على ألمانيا وفرنسا لأنهما الدولتان الحاسمتان في الاتحاد وسيكون أمراً مرغوباً للغاية وحيوياً لهاتين الدولتين أن تنضم السويد تحت ضغط من الولايات المتحدة إلى الناتو، وعليه فهما ستلبيان رغبات تركيا بسهولة.. وإذا لم يحدث هذا، فسوف تتخذ تركيا خطوات لمنع السويد من الدخول إلى الحلف.
وكان الاتحاد الأوروبي أعطى إشارات سلبية لتركيا قبل نحو أسبوع، عندما أعلن المفوض المجري أوليفر فارهيلي إن الاتحاد «يشترط معايير واضحة للغاية» لاستئناف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، خصوصاً الديمقراطية وسيادة القانون.
ورد أردوغان اليوم الثلاثاء برسالة واضحة، أكد فيها أن تركيا لم تحتج مطلقاً إلى دعم أو مساعدة من الاتحاد الأوروبي، وقال رداً على سؤال طرحه مراسل قناة «بي بي إس» الأميركية، حول ما إذا كانت تركيا ستتخلى عن عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي: «إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً إيجابياً، فسنرحب به. لقد تركوا تركيا على مدار الخمسين عاماً الماضية على أبواب الاتحاد الأوروبي».
وأضاف: لطالما كنا دائمة دولة مكتفية ذاتياً، ولم نحتج مطلقاً إلى مساعدة أو دعم من الاتحاد الأوروبي، نحن لسنا بحاجة إليهم.
ويوم الأحد الماضي، قال أردوغان إن تركيا قد تفترق عن الاتحاد الأوروبي إذا لزم الأمر، عندما سُئل عن محتويات تقرير البرلمان الأوروبي بشأن تركيا.
وكان هذه التقرير الذي تم تبنيه قبل نحو أسبوع في الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي أشار إلى أن «عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد لا يمكن استئنافها في ظل الظروف الحالية» ودعا إلى استكشاف «إطار موازٍ وواقعي» لعلاقاته مع أنقرة.
ورداً على ما ورد في التقرير، صرح أردوغان للصحفيين، قبل رحلته إلى الولايات المتحدة، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ78، بأن «الاتحاد الأوروبي يحاول الانفصال عن تركيا، وسنجري تقييماتنا في ضوء هذه التطورات، وإذا لزم الأمر يمكننا أن نفترق عن الاتحاد الأوروبي»، وفقاً لموقع الرئاسة التركية.
وانتقدت وزارة الخارجية التركية تقرير الاتحاد الأوروبي، ووصفته في بيان لها بأنه «مجموعة من الادعاءات والأحكام المسبقة التي لا أساس لها من الصحة، والمبنية على معلومات مضللة من قبل الدوائر المناهضة لتركيا».
واتهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بروكسل بوضع عوائق سياسية في مفاوضات الانضمام، وأعرب عن توقعه من الاتحاد الأوروبي أن يظهر الإرادة اللازمة لتحسين العلاقات ويتصرف بشجاعة أكثر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار