واشنطن تحذّر وطوكيو قلقة وبكين تراقب.. قمة بوتين – كيم: «معاً في الكفاح ضد الإمبريالية»
تشرين – وكالات:
من دون تحديد موعد لانتهائها، يواصل رئيس كوريا الديمقراطية، كيم جونغ أون، زيارته لروسيا، حيث شهدت في يومها الثاني «بعد يوم أمس الذي بدا أنه مخصص لاستقباله والاحتفاء به».. شهدت بدء محادثات قمة مع الرئيس فلاديمير بوتين في مطار قاعدة فوستوشني الفضائية بمقاطعة آمور في شرق روسيا، بمشاركة وفود من البلدين «وإذا ما لزم الأمر ستستمر المحادثات على مستوى ثنائي مغلق» حسب التقارير المتداولة.
وفي مستهل المحادثات، أكد كيم أن العلاقات مع روسيا تمثل «الأولوية الأولى» لبلاده، فيما أشار بوتين إلى أن اللقاء يجري «وقت خاص» حيث احتفلت كوريا الديمقراطية مؤخراً بالذكرى الـ75 لتأسيس الدولة، مشيراً إلى أن الاتحاد السوفيتي كان أول من اعترف بها.
ووصف بوتين الذكرى الـ70 لانتصار بيونغ يانغ في الحرب الكورية بأنها «تاريخ مشهود» وأشار إلى أن الاتحاد السوفيتي قدم مساعدة من أجل تحقيقه.
وبالإشارة إلى مكان انعقاد الاجتماع، قال بوتين: إن روسيا فخورة بإنجازات قطاعها الفضائي.
من جانبه، أعرب كيم عن امتنانه للجانب الروسي على حسن الترحيب وقال: نعقد الآن اجتماعاً خاصاً معكم في قلب القوة الفضائية روسيا.. لقد تمكنا من رؤية حاضر ومستقبل القوة الفضائية الروسية بأعيننا.
وأضاف: روسيا نهضت الآن للنضال المقدس لحماية أمنها.. نريد مواصلة تطوير العلاقات مع روسيا، وقد دعمنا دائما بوتين والحكومة الروسية.
وتابع: آمل أن نكون دائماً معاً في الكفاح ضد الإمبريالية.
وأعرب كيم جونغ أون عن ثقته في أن محادثاته مع بوتين ستساعد في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد.
وقبل قليل من وصول الرئيس كيم، كشف الرئيس بوتين للصحفيين عن بعض أجندة لقائهما، وقال رداً على سؤال عما إذا كانت روسيا ستساعد كوريا الديمقراطية في بناء الأقمار الصناعية: «هذا هو السبب الذي أتينا من أجله إلى قاعدة فوستوشني الفضائية» مشيراً إلى أن الرئيس كيم «يُظهر اهتماماً كبيراً بتكنولوجيا الصواريخ، ويحاول تطوير الفضاء».
وعندما سئل بوتين عما إذا كان سيجري بحث التعاون العسكري الفني خلال المحادثات قال: سنتحدث عن كل القضايا دون عجالة، هناك ما يكفي من الوقت.
وبعد مراسم الاستقبال، تجول كيم بصحبة بوتين في صالة تجميع الصاروخ الفضائي «أنغارا» كما اصطحب بوتين ضيفه لمشاهدة قاعدة إطلاق الصاروخ الفضائي «سويوز» في المطار.
وفي وقت سابق قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن زعيمي البلدين سيناقشان قضايا التعاون الثنائي بما في ذلك العلاقات التجارية والاقتصادية والتبادلات الثقافية، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول الوضع في المنطقة والشؤون الدولية بشكل عام.
يشار إلى أن زيارة الرئيس كيم لروسيا هي الثانية له، حيث جرت الزيارة الأولى عام 2019.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت أن محادثات بوتين كيم مهمة على خلفية التغيرات الجيوسياسية الجارية في العالم.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا اليوم: إن أحد المواضيع الرئيسية المدرجة على جدول أعمال اليوم هو بالطبع التغييرات الجيوسياسية، التي لا تحدث من الناحية النظرية فحسب، بل لها خطوط عريضة ملموسة.
وكأمثلة على ذلك، أشارت زاخاروفا إلى «التآزر الذي أظهرته مجموعة العشرين» وتوسيع مجموعة «بريكس» وعمليات إلغاء الدولار في العالم، والانتقال إلى المدفوعات بالعملات الوطنية “كوسيلة للخروج من الأزمات التي لا نهاية لها والتي تخلقها الولايات المتحدة”.
وأضافت زاخاروفا في حديث لوكالة “سبوتنيك”، على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي 2023: “بالطبع، في ظل هذه الخلفية، الاتصالات الثنائية مهمة للغاية، ولا شك أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يشكل أهمية بالغة بالنسبة للأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن التعاون الثنائي بين الاتحاد الروسي وكوريا الديمقراطية، الذي توقف بسبب جائحة فيروس كورونا، «يتم استعادته بالفعل».
وأضافت: إن الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها، لكن لا تزال هناك قضايا بحاجة إلى حل، ولكننا ننطلق من حقيقة أن السبب وراء اجتماع الدبلوماسيين وقادة الدول على مختلف المستويات هو التغلب على كل هذا وحل كل شيء على قاعدة الاحترام المتبادل، وهذا ما نفعله عادة.
وكانت واشنطن حذرت قبيل الزيارة من التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، فيما ردت الخارجية الروسية بالقول إن الأولوية ستكون للعلاقات الثنائية وللمصالح المشتركة «دون الالتفات إلى التحذيرات الأميركية».
بدورها أعلنت اليابان أنها تراقب بقلق الزيارة، فيما يرى المراقبون أن الصين ليست بعيدة عن هذه الأجواء، فهي بدورها تراقب الزيارة عن كثب.