الإعلام الغربي يوسع حالة التركيز على الفشل الأميركي- الأوروبي.. روسيا بنت قواعد انتصارها في أوكرانيا أمام أعيننا.. وبوتين أذل الغرب و«ناتو» بخطوة واحدة
تشرين – وكالات:
أكثر فأكثر، تركز وسائل الإعلام الغربية على تطورات الميدان الأوكراني، خصوصاً أسباب فشل القوات الأوكرانية في تحقيق أي تقدم على الأرض والذي هو في نهاية المطاف فشل المشروع الغربي لاحتواء قوة روسيا وصعودها كقطب عالمي في «عالم ما بعد أميركا».
ففي مقابلة على قناة «Dialogue Works» على «يوتيوب» أعرب لاري جونسون، محلل وكالة المخابرات المركزية السابق، عن استغرابه من تكتيكات القوات الأوكرانية التي لم تحاول حتى مهاجمة خط الدفاع الروسي وقت إعداده.
وقال: لا يبدو أن روسيا بنت «خط الدفاع» سراً، خلال كل هذا الوقت، لم تحاول أوكرانيا حتى مهاجمة هذه المواقع بالصواريخ أو المدفعية، ماذا توقعوا؟.. كان من الواضح أنهم قد يحاولون تعطيل الاستعدادات، لكنهم لم يفعلوا ذلك.
وأضاف: إن المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين فشلوا في تقييم قوة دفاعات روسيا بشكل صحيح، موضحاً أن القوات الروسية عززت مواقعها بشكل علني: فقد أحضروا وصبوا الخرسانة، وحفروا الخنادق، وحفروا «أسنان التنين» في الأرض، ووضعوها في صفوف كاملة.
وخلص جونسون إلى القول: الآن اكتشفت القوات المسلحة الأوكرانية أنها لا تستطيع حتى اختراق الخط الأول.
و«أسنان التنين» هي عبارة عن عوائق دفاعية خرسانية على شكل هرم مضاد للدبابات، لا يزيد ارتفاعها على متر إلى 1.2 متر، ويمكن وضعها وتركيبها بسهولة ولا تحتاج لأي قواعد خاصة، ولزيادة فعاليتها الدفاعية يمكن ربطها ببعضها بواسطة كوابل حديدية، كما يمكن تغطيتها بأسلاك شائكة.
بدوره، رأى الصحفي الأمريكي، جاكسون هينكل، في مدونته، أن دبابة «تشالنجر» البريطانية التي دمرها الجيش الروسي أصبحت إعلاناً ممتازاً للأسلحة الروسية.
وكتب هينكل: «استطاع الروس الاستمتاع بالإعلان الممتاز لأنظمتهم القتالية، أما بالنسبة لإنكلترا فكان تدمير دبابتها أمراً مؤلماً للغاية، اعترف رئيس الأركان العامة البريطانية، باتريك ساندرز، بأنه شعر «بمشاعر قوية» عندما علم بإحراق الروس لدبابة تشالنجر، وأعلنت لندن أنها لن ترسل إلى القوات المسلحة الأوكرانية دبابة جديدة لتحل محل الدبابة المفقودة».
وفي تغريدة على منصة «x» قال الصحفي الإيرلندي تشي باوز: الغرب مضطر لإبداء الإعجاب بفعالية إستراتيجية القتال الروسية: إن الخبراء الغربيين أخطؤوا عندما اعتقدوا بأن روسيا ستخسر عسكرياً أو اقتصادياً.
وأضاف: بما أن الحرب بالوكالة التي يخوضها الغرب في أوكرانيا تتحرك بلا هوادة نحو الفشل التام، فإن المحافظين الجدد الذين يقفون وراء هذا الفشل الذريع يصطدمون بتلاشي إمكانية التراجع والانسحاب.
ويرى باوز أن الاعتقاد الذي ساد في البداية بأن روسيا بشكلها الحالي ستنهار تحت ضغط نظام العقوبات الأشد صرامة في التاريخ، لم يتحقق وخيب الآمال.
وشدد باوز على أن مراكز الدراسات العسكرية الغربية «تضطر لإبداء الإعجاب» بمدى فعالية روسيا في تكييف إستراتيجيتها في ساحة المعركة.
واختتم باوز كلامه بالقول: إن هزيمة وكيل الغرب أوكرانيا، ستكون مدمرة بالنسبة لحلف «ناتو»، وشدد على أن هذه الهزيمة، ستطيح بهيبة وسمعة هذا الحلف بشكل تام.
وفي صحيفة «تيليغراف» البريطانية نشر العقيد البريطاني المتقاعد ريتشارد كيمب مقالاً أكد فيه أن احتفاظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمناطق الروسية الجديدة من شأنه أن يؤدي إلى إذلال الغرب.
وقال: من الواضح أن هذا سيكون كارثة بالنسبة لأوكرانيا، وهزيمة لحلف ناتو.. وبالنسبة لبوتين، سيكون انتصاراً.
وأشار كيمب في مقاله إلى أن الحفاظ على المناطق الـ4 الجديدة في روسيا سوف يغلق إلى الأبد طريق أوكرانيا إلى حلف ناتو، وسيُضطر «الغرب المذلول» إلى اللجوء لإستراتيجية الحد من الضرر.