مدارس المتفوقين في طرطوس لا تستوعب متفوقيها.. تخفيض عدد الشُعب الصفيّة عن العام الماضي ترك ألف سؤال وسؤال؟!
تشرين – رفاه نيوف:
عندما يغيب التخطيط السليم عن العملية التربوية، ينقلب التفوق والنجاح من نعمة إلى نقمة على الطلاب وأهلهم.
فطرطوس اعتادت كل عام أن تدفع ضريبة تفوق أبنائها، من خلال تسجيلها أعلى معدلات للقبول في الأول الثانوي بين المحافظات كلها، والأهم في ظل الأعداد المتزايدة للطلاب المتفوقين بطرطوس المعروفة بأنها محافظة العلم والعلماء، ومازالت خطط استيعاب هؤلاء المتفوقين في مدارس المتفوقين دون الطموح، ما يولد في بداية كل عام دراسي الكثير من الشكاوى حول عدم قبول جميع المتفوقين الناجحين بالاختبار في مدارس المتفوقين.
هنا يتساءل أهالي الطلاب لماذا لم تعمل مديرية تربية طرطوس على وضع الخطط التي تلحظ زيادة عدد الشُعب الصفية في مدارس المتفوقين بما يتناسب مع مخرجاتها التعليمية؟ ولماذا تترك الطلاب الذين جدوا واجتهدوا في متاهات الرفض، بينما زملاؤهم قبلوا، ما يشكل لديهم إحباطاً كبيراً ينعكس على مسيرتهم التعليمية.
مطالبات ببناء قاعة صفية في مدرسة المتفوقين الثانية
وقد علمت “تشرين” من خلال أهالي الطلاب المتفوقين بأنهم تقدموا بطلب لمديرية التربية في طرطوس حول إمكانية بناء شعبة صفية إضافية في مدرسة المتفوقين الأولى بمدينة طرطوس، ووعدهم مدير التربية برفع الطلب إلى الوزارة بانتظار بموافقتها.. واتفقوا مع المتعهد وحضّروا التكاليف من حسابهم..
من جهته أكد مدير تربية طرطوس علي شحود لـ«تشرين» أنه تم قبول الطلاب بمدارس المتفوقين في طرطوس وفق الطاقة الاستيعابية القصوى لها، مشيراً إلى أنه خلال العام الماضي تم بناء قاعتين صفيتين وملحق لاستيعاب أكبر عدد من المتفوقين.
ولفت شحود ى إلى أنه ضد فكرة أن يجتمع جميع المتفوقين في مدارس خاصة بهم، لأنها، كما يرى، غير صحيحة من الناحية التربوية، وهل يعقل أن نترك المستويين المتوسط والضعيف من دون وجود متفوقين بينهم الذين قد يشكلون مصدر منافسة ويكونون دافعاً للتفوق، مضيفاً: إن الكادر التدريسي بنفس الكفاءة والمقدرة ويبقى اجتهاد الطالب هو الأساس.
ونوه إلى أنه تلقى طلباً من الأهالي لبناء غرفة صفية في المتفوقين الأولى، سيتم رفعه إلى وزارة التربية لإمكانية الموافقة أو رفضها.
بدورها بينت رئيس دائرة البحوث الدكتورة مايا بركات الحد الأدنى لعدد القاعات التي يجب افتتاحها بموجب التعليمات الناظمة لمدارس المتفوقين هو شعبتان صفيتان لكل من الصفين السابع الأساسي والأول الثانوي، وضمن سياسة مديرية التربية لاستيعاب العدد الأكبر من الطلاب الناجحين في اختبار القبول وذلك في إطار القدرة الاستيعابية القصوى لمدارس المتفوقين الأولى والثانية وثانوية الشهيد عفيف نصر للمتفوقين والشهيد جلال خدام للمتفوقين.
وبالنسبة لثانوية المتفوقين الأولى فإن القدرة الاستيعابية القصوى لهذا العام كانت سبع شُعب صفية تم تخصيص ٤ شُعب للصف الأول الثانوي و٣ شُعب للصف السابع الأساسي.
الأهالي مستعدون لبناء غرفة صفية في مدرسة المتفوقين الثانية على نفقتهم
هذا وبلغ عدد المتقدمين للقبول في الصف العاشر متفوقين ١٠٩٤ مسجلاً للصف العاشر متفوقين وتم قبول ٣٥٨ منهم في المدارس الأربع ، و٩٠١ مسجل للصف السابع وتم قبول ٢٩٤ على مستوى المدارس الأربع.
بقي أن نذكر هن أنه جرى تخفيض أعداد الشُعب الصفية للمتفوقين هذا العام عن العام الماضي، وفي كل عام دراسي تشهد المحافظة هذا اللغط بخصوص مدارس المتفوقين.. وقد يكون الأهالي محقين، لأن النتائج التي تظهر في امتحانات الشهادتين مشرفة وتستحق الاهتمام، وعلى “التربية” أن تكون مرنة ومتعاونة في هذا الصدد.