«الجناح الرابع» لـ «يبيكا ياروس» هل تستحقُّ ما أحدثته من ضجيجٍ؟!
تشرين- حنان علي:
الرواية الخيالية الصادرة منذ شهرين، والتي نالت المراتب الأولى من الإصدارات الأكثر مبيعاً بين القراء الأمريكيين، تعرفنا على الكاتبة الاستثنائية ذات البنية الضعيفة والعظام الهشة بعدما سُحلت مجبرة إلى ساحة المعركة كفارسة تنين، لتنتقل كل يوم ثلاثاء من عالم الخربشات على الورق إلى الانقضاضات الحربية المريعة.
«التنين بلا فارس مأساة، والفارس بلا تنينه ميت.»
هذا ما حدث لفيوليت سورينجيل، الفتاة الضعيفة مدمنة الكتب التي تبلغ من العمر عشرين عاماً والراغبة في امتهان الكتابة، لولا والدتها العنيفة التي تجبرها على الترشح لتصبح جندياً في فرقة ركوب التنين النخبوية، إذ يجب عليها القتال من أجل البقاء. وهكذا بدأت حكاية الفتاة في خضم حرب مستعرة منذ 400 سنة بين مملكتين فوق أرض خيالية، أولاهما مملكة نافار المتربعة على سفوح جبلية شاسعة تحتضن كلية حربية وتحوي راكبي التنين والمعالجين والكتّاب والجنود.. أما المملكة الثانية فمملكة صغيرة يقطنها الغريفون — مخلوقات نصف نسر ونصف أسد —خلقت من قبل بشر غريبين لمحاربة التنانين.
لا ريب أنّ خيال الشباب اليافعين لا يكتمل من دون العشق المعقد الذي استعر بين فيوليت وصديق طفولتها، داين أيتوس، ومن بعده اكسادن ريرسون، ابن الرجل الذي قتل شقيقها وأعدم بدوره.. لكن على ما يبدو، أن الغرام البشري ليس بكافٍ، إذ تحتاج فيوليت إلى الارتباط بالتنين الذي يختار الأقوى لامتطائه وإلا سيتعين عليها الاستمرار في تكرار السنة الأولى في الكلية الحربية حتى… تموت؟
لعلّ أبرز ما ميز إيقاع القصة هو مماثلته لتنينٍ متألبٍ بين الطيران أو أخذ قيلولة.. البطء في البداية تصاعد تدريجياً على طول الرواية، ومع ذلك، فإن بناء الحبكة بدا مثله مثل جناحين قادرين على التحليق، أما بيت القصيد فكامن في بطلي الرواية، الفتاة التي لا تتحسن أحوالها بعد «اكتساب مهارات جديدة» متغلبة على الصعاب ومستعينة بنقاط قوتها الأخرى بعد التذمر من ضعفها.. و الرجل غير المثالي عند مقارنته ببعض الشخصيات الذكورية السامة جداً، لكن لايزال صانع الأمل الصديق الذي يتمناه الجميع.
«الأمل إحساس متقلب وخطير يسرق تركيزك ويوجهه نحو الاحتمالات بدلاً من الاحتمالات الحقيقية.»..
«الجناح الرابع» رواية مغامرات خيالية تدور أحداثها في أجواء قاسية وتنافسية مكتظة بالحرب والعنف والموت واللغة الصريحة.. يجب على القراء الحساسين لهذه العناصر أن يكونوا مستعدين قبل دخول هذا العالم.
«أفضّلُ أن أخسر هذه الحرب بأكملها بدلاً من العيش من دونك، حتى ولو عنى ذلك إثبات نفسي مراراً وتكراراً..أعطيتني قلبك، ولن أفرط به.»
ويبقى السؤال ختاماً ، هل رواية (الجناح الرابع) مثالية وتستحق كل الضجيج الذي أثير حولها ؟ لم يتفق الجميع حيال ذلك، لكنهم أجمعوا على أنها رواية ممتعة مشبعة بالسحر والرومانسية.
«ريبيكا ياروس» مدمنة قهوة ورومانسية ميئوس منها، والمؤلفة الأكثر مبيعاً في نيويورك تايمز لأكثر من عشرين رواية، بما في ذلك الجناح الرابع، والرسالة الأخيرة، والأشياء المهملة غير المكتملة، وهي أيضاً حاصلة على جائزة التميز للكاتب الرومانسي في كولورادو.