بين أهل يخافون على أطفالهم ومعلمين يعانون من ذلك…

تشرين- إلهام عثمان:

بعيداً عن المتاعب والتكاليف الباهظة من تجهيز و تحضير الأهالي لأطفالهم من المستلزمات المدرسية وغيرها, يستقبل الأطفال والمدرسون أول الأيام الدراسية باللهفة والنشاط فيكون لليوم الأولى “خصوصية” للطالب والمدرس معاً, ويكون لها تأثيرها الكبير في ذاكرتهم وخاصة التلاميذ الصغار منهم, فيحفر في تلافيف ذاكرتهم الصغيرة, أشياء رسموها ويرسمونها وأرادوا تحقيقها في عالمهم الصغير, وكأنه “عيدهم ” فيرسم الطفل في مخيلته البريئة ملامح الأصدقاء في الصف واللعب في فناء المدرسة, فينام على وسادته الوردية واضعاً حقيبته وحذاءه الجديد جانب رأسه, يخفيه عن بقية أخوته اعتقاداً منه أنه سيسرق ليلاً, منتظراً صباحه بفارغ الصبر ليلقى أحبته من الأصدقاء ومعلمته ذات الابتسامة المتفائلة بهم كجيل واعد تحت مسمى “أهلاً بالمدرسة”.

كيف يستقبل الأطفال والمدرسون الأيام الأولى في فصولهم الدراسية

بعض المدرسين يستقبلون أول يوم للمدرسة على طريقتهم الخاصة, ليضعوا لمساتهم الخاصة في تلك المخيلة البريئة عند تلاميذهم ليولدوا منها دافعاً ومحفزاً للنجاح وثقة بنفس تلاميذهم, ليكون محفزاً لباقي الأيام الدراسية, حسب قول المدرسة فاطمة خالد وهي مدرسة في مدرسة القزاز الثالثة المختلطة, حلقة أولى والتي بينت لـ”تشرين” أنها خططت لمفاجأة أطفالها بطريقتها الخاصة والاستثنائية المختلفة عن سابق الأعوام الدراسية فقامت بشراء بعض السكاكر والصور المحببة للأطفال والسلوفان والبالونات الملونة فأرادت استقبال أطفالها بروح مفعمة بالحب والحيوية والحماس والتحفيز. ونوهت بأن أول الأيام الدراسية تكون جميلة بالنسبة للأطفال ويجب استغلالها من قبل المعلم لتحفيزهم على الدراسة فنزرع داخلهم التصميم على النجاح وخاصة أنهم سيلاقون أصدقاءهم القدامى والجدد بعد فترة انقطاع عن المدرسة, ومدرسيهم الآملين ألا يضيع تعبهم سدى, هؤلاء التلاميذ يحملون على ظهورهم وأكتافهم تلك الحقائب التي تعج بآمالهم وطموحات أهاليهم بأن يصبحوا يوماً ما شباب المستقبل الذي يبني ويرفع مستقبلهم لتصل إلى عنان السماء.

الطالب سمير الخطيب طالب في الصف الثالث أكد حبه للمدرسة لأنه سيلتقي برفاق جدد ويبني معهم علاقات وصداقات جميلة.

مربك ومخيف

وفي الوقت ذاته تكون الأيام الأولى صعبة للبعض الآخر من الأهالي والأطفال الصغار “الصف الأول” حسب رؤية خالد، مربك ومخيف كونه جواً جديداً مختلفاً نوعاً ما للأهل وتعود الأسباب لعدم وضع أطفالهم في الروضة كون بعض الأهالي قد لا يستطيعون تحمل رسوم الاشتراك فيها بسبب التكاليف الباهظة, وثانياً هي خبرة جديدة لم يعهدوها، مضيفةً: لذا نجد الطفل يبكي ولا يرغب بالبقاء في المدرسة يمسك برداء أمه وآخر نقوم بالتحايل عليه وترغيبه والمراوغة معه على أمل أن ينجذب لذلك التجمع الجميل لذلك الجو مملوء بالمفاجآت فهم سيلاقون أطفالاً من أعمارهم وأطفالاً بأعمار وصفوف أكبر هذا التجانس والتناغم سيكون خبرة لم يعهدوها من قبل في مكان متسع وكبير هو المدرسة.

بينما أوضحت لـ”تشرين” أم ويليم وهي ربة منزل أن هذه السنة الأولى لطفلها في المدرسة, ويشعر بشيء من الخوف من الجو الجديد الذي لم يختبره سابقاً, وتضيف: هو قلق من أقرانه خاصة أنه لم يتم تحضيره في الروضة لأسباب خاصة لدينا, ولكن ولتلافي القلق والمساعدة في اندماجه في الصف، وبتوجيه من مدرسته، ستتواجد معه في الفترة الأولى في بداية العام الدراسي ولفترة بسيطة حتى يتعدى حاجز خوفه.

وتعود خالد لتضيف نرغب بشدة رؤية تلاميذنا كيف أصبحوا ونتشوق للتعرف على طلابنا الجدد كأسرة مدرسية والذين سيكون لنا وقت طويل نقضيه معهم, نعلمهم ونتعلم منهم خبرات جديدة في الحياة, فنحن الكبار قد نتعلم من القلوب الصغيرة أشياء قد نغفل عنها أحياناً.

قلق يزيد المشكلة

من جهتها اشتكت المعلمة كنانة التي تعلم في روضة أطفال في شعبة للفئة الأولى، من بقاء الأهالي ودخولهم إلى الروضة حتى يطمئنوا على أطفالهم، وعندما يدخلون يرجع الأطفال إلى البكاء مطالبين بالعودة مع ذويهم إلى المنزل، وهذا ما يضيع تعب يوم كامل كنا نحاول فيه أن ينسى التلاميذ أهلهم، وأن يتعودوا المكوث على المقعد الدراسي، لنهتم بتعليمهم أموراً أخرى غير الصمت وعدم البكاء!

وبينت المعلمة أنها ملت تكرار الطلب إلى الأهالي بترك أطفالهم فهم في رعاية الروضة وأساتذتها، لكن خوفهم على أبنائهم يزيد الطين بلة، وبالمتوسط نحتاج إلى شهر كي يعتاد الأطفال على مكانهم الجديد، لكن بعد العطل الطويلة، كالعطلة الانتصافية نعود من جديد للتعامل مع طفل وكأنه يدخل الروضة لأول مرة، وحتى في العام التالي، رغم انتقال الطفل إلى الفئة التالية، نعاني نفس الأمر لكن لفترة أقصر قد لا تزيد على الأسبوع.

وهنا اقترحت المعلمة على الأهل ألا يلتفتوا إلى بكاء الطفل فهو في مرحلة جديدة، سيعتاد عليها ويتأقلم، بعد أن يتعرف على الحيز المكاني الجديد، وعلى أقرانه ومعلمته، ليشعر بعدها بالأمان، وأن يتركوا رقم هاتفهم في المدرسة في حال حصول أي طارئ.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار