مذكرة تفاهم بين سورية والصين لإعادة الإعمار الاقتصادي
وأشار الدكتور فادي السلطي الخليل رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي عقب توقيع المذكرة إلى أنه بموجب المذكرة ستنضم سورية إلى مبادرة الحزام الاقتصادي والتي تعد من أهم المبادرات لتعزيز الدعم الاقتصادي من الصين إلى سورية، بالإضافة إلى الدول التي تشترك في المبادرة في عدة مجالات منها التجارية من سلع وبضائع والتكنولوجيا وحركة الأفراد والربط السككي وصولاً إلى العراق وإنشاء مناطق تجارية حرة بين الطرفين في توسع اللاذقية ومصياف. وفي مجال محطة توليد الطاقة الكهربائية في حلب باستطاعة 60 ميغاواطاً وإنجاز الطريق البري الداخلي بطول 134 كيلومتراً، الأمر الذي سيسهم في نقل البضائع وتعزيز العمل الاقتصادي وانسياب البضائع بما يسهم في التنمية الاقتصادية وتأمين فرص عمل إضافة إلى المشاريع المقدمة من الصين والتي تساعد في إعادة الإعمار، منوهاً بتبادل الزيارات بين الطرفين خلال عام 2019-2020 ووجود العديد من الشركات الصينية التي أبدت رغبة في المساهمة بإعادة الإعمار والذي قد تعتبره أمريكا خرقاً للعقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية، إضافة إلى التعاون في المجالات الثقافية والفنية.
وبين السلطي أن المذكرة تسهم في تحديد أهداف التعاون المستقبلي بين البلدين والدول المشاركة وتعد مرحلة من مراحل الدعم المتواصل الذي تقدمه الصين لسورية، إضافة إلى تقديم المساعدات التي كان لها أثر إيجابي في تخفيف معاناة الشعب السوري خلال الحرب ونتيجة الحصار الجائر، منوهاً بالتاريخ الطويل من الصداقة التي تجمع بين سورية والصين، ولفت الخليل إلى أنه يبلغ عدد الدول المنضمة إلى الحزام الاقتصادي 150 دولة و32 منظمة دولية.
من جانبه سفير الصين في سورية فينغ بياو بين أن سورية أصبحت عضواً جديداً في أسرة مبادرة الحزام والطريق، وأشار إلى أن الصين تشدد على أن هذه المبادرة لا تفيد الصين وحدها بل إنها تعود بالفائدة على جميع الدول المشاركة، وأطلقت الصين (مبادرة الحزام والطريق) في العام 2013، والتي طرحها الرئيس شي جينبينغ باعتبارها خطوة ملموسة لدفع إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وبعد 8 سنوات من طرحها فهي تتماشى مع الرغبة الشديدة لشعوب العالم في تشارك فرص التنمية وخلق الحياة الجميلة، مشيراً إلى أن المبادرة باتت أكبر وأوسع منبر تعاوني دولي في العالم، وهي تتألف من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، بهدف بناء شبكة تجارة وبنى تحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا على حد سواء، وتتجاوز ذلك لتتعدى حدود طرق التجارة القديمة.
ويعتبر الحزام الاقتصادي المقترح حسب السفير الصيني أطول ممر اقتصادي في العالم، وربما الأكثر ديناميكية، حيث يربط منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الشرق مع الاقتصاديات الأوروبية المتقدمة في الغرب، ولفت بياو إلى أن سورية والصين من أصحاب الحضارة العريقة، وكانتا مرتبطتين بطريق الحرير القديم بشكل وثيق، مشيراً إلى أن التوقيع على مذكرة التفاهم سيحدد الأهداف وبرنامج العمل في تعميق التعاون العملي بين البلدين في الظروف التاريخية الجديدة وتعزيز المواءمة بين المبادرة وإستراتيجية التوجه شرقاً المطروحة من قبل السيد الرئيس بشار الأسد والمشاركة الصينية في إعادة الإعمار الاقتصادي بسورية المستقبل.