لعبةُ الكراسي المؤسساتيّة..!!

«لعب ونط وشد حبل».. و(بيضة نيّة وملعقة) مثبتة بالفم ومعضوض عليها بحزم، كي لا تسقط البيضة على الأرض … وألعاب وأنشطة تربوية وترفيهية كثيرة لعبناها في مدارسنا ومعسكراتنا الصيفية بهدف المرح والتسلية والضحك.. أما مسألة الربح والخسارة، فقلة قليلة كان يعنيها ذلك حدّ البكاء وضرب الخصم إذا ما كان المهزوم «كهيناً» وغبياً وأكثر طلاب الصف كسلاً.
وأذكر أيضاً لعبة (الشوال).. كيس الخيش الذي كنا نلبسه، ونقوم «بالنط» فيه أمتاراً، والتشجيع والتصفيق لـ «أبو موزة» للمنتصر «بشواله وغبرته وشعره المنكوش في آخر الدرس».
أما لعبةُ الكراسي، فمع إنها لعبة من الموروث وحاضرة أولاً في أغلب الحصص الترفيهية، فإنها لم تكن أبدا في وارد اهتمامي، ولاحتى مبادرتي برفع يدي للمشاركة في الركض حول «كم» كرسي واقتناص وقت إشارة المعلمة للبدء باللعب وقلة تركيز زملائي، في أكثر من جولة لنيل الفوز بكرسي وصفقة طليعية نارية عربون تحفيز وتشجيع لأكثرنا نباهة وفطنة، وأظن أن عدم مجاراتي للعب مع أصدقائي لعبة الكراسي أنني كنت أعدها لعبة لصوصية بامتياز، ولايعنيني ماورائيات فطنتها وتحفيز العقل الرياضي وتركيز الحواس!!
فأنا مؤمنة بالعمل الجماعي والإنجازات المحقّقة بهمة فريق والمبادرات، وإن كان لابدّ من كرسي وقائد فتحصيله يكون بالاجتهاد وأحقية حضور واتزان..ولعبة الكراسي بقدرما كنت أنفر منها حد المشاركة في اللعب بكيس الشوال ومافيه من «عفرة وغبرة وقلة واجب» ، فإنني اليوم مع لحظها وإدراجها في التقييمات الإدارية، على اعتبار ما نقوم به من إعادة هيكلة ودراسة لكراسي المؤسسات، لأن المفاضلات الخيالية والخلبية ينقصها بعض التصفيق، فياحبذا إضافة كم نجمة ملونة نلصقها على جبين المنتصر والحائز كرسياً لفظنا عنه أصحاب الخبرة والجديرين في فن الإدارة، لأنهم أخفقوا في الركض واللهاث حول فراغات يلزمها سمينٌ ،حجمه يتناسب طرداً مع حجم الكرسي ومسودات التقييم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار