الحبيبةُ السابقة

هيام، لم تكن صديقتي، ولا تربطني بها أي صلة قربى لتحكي لي خصوصيّاتها، فقط هي نصف ساعة انتظار في عيادة طبيب كانت كفيلة لتحكي لي همومها، وتشكو تعاستها… فنحن وكما يقولون «فصحاء حينما نتحدث مع غرباء».
ومشكلة هيام لم تكن ماديةً : «فقر حال ونزوح وارتحال من مسكن إيجار لآخر كل عام، ولم تتعرض وأهلها لحادث مأسوي راح ضحيته أقارب وخلان..».
مشكلتها وببساطة أنها كانت على علاقة حبٍ دامت سنوات مع أحد أقاربها وانفصلا لأسباب منطقية من دون مشاحنات وسب وشتائم وتكسير هدايا الفلانتاين.. لكن مايعكر صفو صديقتي العابرة شعورها بأنها باتت (الحبيبة السابقة) مع أنها متصالحة مع فكرة الانفصال ومع تقدير الذات والحبيب الذي مازال في أجندة الموبايل اسماً حاضراً تتمنى له أجمل الأمنيات في الأعياد والمناسبات.
لكن مايزعجها هو رد فعل حبيبها السابق والأصدقاء:
لماذا وبعد كل مناسبة حديث تجمعهما، يتم تذكيرها بأنها ماعادت صاحبة أي صلة به…؟؟ وجاه ووجاهة الأيام السابقة انتهت وباتت فصلاً منسياً.
طبطبت على كتفها، واتجهت نحو الممرضة أعطيها ما تيسر من «بقشيش» يختصر المدة الزمنية في انتظاري لاستشارة الطبيب.
وفعلا صار أن دخلت قبل الجميع، وخرجت بـ «روشتة» أدوية وفكرة جديدة بخصوص هيام وبطرها حين عدّت تذكيرها بأنها حبيبة سابقة مشكلة المشكلات..!!
وتعاطفت كثيراً مع أصحاب المناصب وذوي الأقلام الخضراء ممن انتهت مسيرتهم وحجبت عنهم الثقة والأضواء.. كيف لهم أن يتأقلموا مع جملة (المسؤول السابق)، فهيام لم تكن سوى سنة ونصف حبيبة سابقة، وجاه ووجاهة العلاقة كان أقصاهما «موبايلاً» و«سنسال ذهب» و«كم عزيمة» في مطعم ثلاث نجوم، وأربع خمس باقات ورد وزهور.. مع ذلك تجهش بالبكاء وتذرف عيناها الدموع.. وهي تتحدث عن نعيم فات وكابوس صار، بعد أن بات اسمها من الذكريات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار