درجت العلاقات السورية – الروسية على اتباع سياسة التقدم والتطوير والتحديث المتواصل منذ نشوئها خلال الحقبة السوفييتية، إن لم نقل ما قبلها وحتى وقتنا الحالي.
وفي هذا الإطار بالتحديد جاءت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى روسيا للدفع بهذه العلاقات خطوة إلى الأمام لتراكم إنجازات ومشروعات واتفاقيات تعاون جديدة، فضلاً عن رؤى وأفكار وخطط تتطلبها المرحلتان الراهنة والمقبلة، في ظل المتغيرات الدولية الكثيرة والكبيرة، التي يرى العديد من المراقبين أنها تصبّ في مصلحة وجهة النظر السورية – الروسية التي يناضل فيها كلا البلدين لتحقيقها والتي تشير كل الدلائل إلى قرب الوصول إليها.
ما أكده الرئيسان الأسد وبوتين خلال اجتماعهما الموسّع يدل بما لا يدع مجالاً للشك على أن الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب على سورية والعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا يجب أن يتغير، وأن العالم بحاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى التخلص وبشكل نهائي من سيطرة القطب الواحد وسياسة القطبية الأحادية المتحكمة بمصيره، التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية.
لاشك في أن تقوية الحلفاء وشدّ أزرهم وتعميق التعاون فيما بينهم أمر ضروري ومؤكد ومسلّم به، لأن الحليف القوي هو قوة إضافية لحليفه، وليست المسألة رهناً بالقوة العسكرية على أهميتها فقط، وإنما هي رهن بالقوة الاقتصادية والسياسية والمالية والثقافية.
قد يكون من المبكر الحديث عن النتائج الاستراتيجية الشاملة لهذه الزيارة، لكن من المعروف مسبقاً، وخاصة في العلاقات السورية – الروسية، أن كل زيارة للرئيس الأسد تضع مدماكاً جديداً في بناء العلاقات الثنائية، وتؤكد شمولية الاستراتيجية والتكتيك معاً.
هيثم صالح
34 المشاركات