“الهندسة المدنية” في حلب تواصل ورشاتها العلمية والتدريبية وتحذّر من الرطوبة والمخالفات على سلامة المباني

تشرين- مصطفى رستم:
تتابع كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب أعمالها من خلال الكادر التدريسي والعلمي، والذي وضع خبرته منذ اليوم الأول للزلزال المدمر في السادس من شهر شباط الحالي، وذلك بعقد جلسات تدريبية مكثفة للمهندسين من طلاب الدراسات العليا بالماجستير والدكتوراه لوضع خبراتهم مع لجان السلامة العامة بالتوازي مع ورشات علمية لبحث أوضاع البنية الإنشائية للمباني السكنية.
وأشارت عميد كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب الدكتورة فاطمة الصالح في تصريح لـ”تشرين” إلى وجود مخطط بالأضرار التي تم رصدها، مضيفة: نسعى بعد استكمالها للتواصل مع نقابة المهندسين ومجلس المدينة لجمع هذه الأضرار وتصنيفها وتحديد مدى الشدة في التنفيذ، ويجب ألّا تبقى الجودة على المخطط فحسب بل يجب أن يكون الإشراف قوياً وعلى الأرض لتنفيذها بالجودة المناسبة ما ينتج منتجاً سليماً من حيث البنية الإنشائية والتنفيذية ككل، وهذا سيعطي جودة وقدرة على مقاومة الزلازل.
ولفتت الدكتورة صالح إلى أن الكثير من الأضرار ليست ناتجة من شدة الزلزال فحسب بل تعود عوامل منها للمخالفات وسوء التنفيذ والرطوبة، وخاصة تلك المناطق الموجودة على سرير النهر، ويمكن تقدير مساهمة الرطوبة وسوء التنفيذ بالأضرار إلى ما نسبته 80 % مما تم الكشف عليه.
وأوصت عميد كلية الهندسة المدنية إلى ضرورة مسح جميع المباني، لأنّ المباني في الظاهر سليمة ولكن حسب قولها لا يمكن معرفة هل ألحقت الرطوبة بها ضرراً، وأردفت:” يجب أن تكون هناك خريطة للمباني تتعلق بأمن وسلامة المباني ويلزم كل مبنى فيه مخالفة إصلاحه والعزل لأن الرطوبة يمكن أن تؤثر بكثير من الزلزال، فالرطوبة تؤثر في الحديد بشكل كبير”.
كما نوّهت بوحود خطورة كبيرة في حال تجاهلنا سلامة المواد الحاملة من مواد الحديد، مع التركيز على المواد الحاملة، وبيّنت أنه مهما صممت مواد مقاومة للزلازل إذا لم تتم حماية الهيكل فسيبقى معرضاً للخطر.
في المقابل وصفت عضو الهيئة التدريسية بالمعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية في جامعة دمشق الدكتورة داليا نجار في تصريح لـ “تشرين” الحجارة في حلب بالمتينة والصلبة وأثبتت كفاءة عالية، كما كسبت خصوصية بناء المدينة الحاملة بشكل جيد، فعلى الرغم من انهيار العشرات من المباني، ستكون الكارثة أكبر من دون هذه الحجارة، والنتيجة أن الإنشاءات الحجرية أثبتت قدرة جيدة، باستثناء العشوائيات وأضافت: الحجارة في حلب من وجهة نظر خاصة أنها قاومت بشكل جيد، وبالتأكيد هناك أضرار لكن التصدعات ليست بالكبيرة.
ونوّهت بالتنبؤات بوقوع الزلزال أمرٌّ ليس له نهاية، وحسب قولها كمهندس مختص بالزلزال، فظاهرة الزلازل غير متوقع التنبؤ بها، والمنطقة باتت مستعرة بحركة متوسطة وخفيفة ستؤثر بالمنطقة بعد تراكم مئة سنة، ولعلّ سبب تنشط الفوالق بعد ركودها بشكل طويل يمكن أن يعرض أيّ منطقة لحدوث زلزال ولكن ليس بالشدة نفسها.
وأشارت الدكتورة نجار إلى أن ما حدث في زلزال السادس من شهر شباط الحالي هو تباعد وتقارب الصفائح التي أدت إلى تشوهات كبيرة ومنها صدوع وفوالق، ويوجد في سورية تسعة فوالق وهي ليست نشطة واليوم تم إفراغ الطاقة التي أنتجت هذا الزلزال والأمور تتجه إلى الاستقرار.
ت- صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار