الكمأة في أسواق دير الزور موسم وفير وأسعار مرتفعة
تشرين – مالك الجاسم:
ظهور ثمرة الكمأة في الأسواق مؤشر على مواسم الخير، وهذا لأن ظهورها أساساً يعتمد على الهطولات المطرية المترافقة بالبرق والرعد، وهناك مناطق خاصة لظهورها، وهي معروفة لأبناء ريف دير الزور بشكل أكبر من المدينة كونها تتركز في مناطق البادية والمناطق الحدودية من جهة العراق والأردن، وعلى الجهة الجنوبية للمحافظة في مناطق “الشولا” و “كباجب”، وأسعار الكيلو الواحد وبرغم ارتفاعها يختلف نظراً لحجم الثمرة، وهذا العام تراوحت من 15 ألف ليرة، وحتى 85 ألف ليرة، وبشكل عام تكون في دير الزور أرخص من بقية المحافظات الأخرى نتيجة ارتفاع أجور النقل، وقد تراوح سعرها في بقية المحافظات من 150 ألفاً وحتى 250 ألفاً.
ولكن المشكلة التي تكمن في عملية البحث عن هذه الثمرة هي بانتشار الألغام التي زرعتها المجموعات الإرهابية ضمن مناطق انتشارها في وقت سابق، ولا يكاد يمر موسم هذه الثمرة إلا ويكون هناك ضحايا من المدنيين.
ويتحدث “حسين” وهو أحد المهتمين بجني الكمأة بأن هذا الموسم يعتبر موسم خير لأن ظهور الكمأة كان وفيراً في الأسواق وهو يعتبر مصدر رزق مؤقتاً لعدد قليل من المواطنين كون عملية البحث عن الثمرة تحتاج لجهد كبير يضاف لها وضع الألغام المنتشرة في مناطق ظهورها والأمر يحتاج إلى حذر كبير.
ويتابع “حسين” حديثه بالقول: عندما يكون هناك انتفاخ عال عن سطح الأرض هذا دليل وجود الثمرة وهناك أشخاص لديهم خبرة كبيرة في الجني وهي تعتمد على ظهور بعض أنواع من النباتات وعندما تكون هذه النباتات موجودة تكون الثمرة ضمن هذه المنطقة أو تلك.
وحول القيمة الغذائية للكمأة تحدث الدكتور “فواز الحاجي” من جامعة الفرات- قسم البساتين بأن “الكمأة” تحتوي على ماء مقداره 75 – 80 % من وزنها، ونوع الزبيدي يحتوي ماء أكثر من نوع الجبا، وأهم مكوناتها البروتين حيث تحتوي على بروتين بنسبة 16 – 19 % من وزنها الجاف، ويعد الزبيدي أكثر بروتيناً من الجبا، وكلا النوعين غني بالأحماض الأساسية.
حضورها في المنزل
ومن جانب الاستخدامات لهذه الثمرة فقد درجت عادة الأهالي في دير الزور بأن يتم تخزين كميات منها في الفريزر أو تجفيفها والاحتفاظ بكميات منها كذلك في الثلاجة.
ويبدع الأهالي في استخدام الكمأة ومنهم من يفضلها بالكباب وتسمى كباب الكمأة المعروف بمذاقه الطيب وكذلك هناك استخدام لماء سلق هذه الثمرة في تجهيز البرغل أو تقطيعها مع البرغل بدل اللحم.