المخرج أسعد عيد يطلب من صنّاع الدراما عدم استبعاد الخبرات والاستفادة منهم لنهضة الدراما السوريّة
تشرين-ميسون شباني:
شكّل عنصر التشويق والأكشن الجاذب الأكبر للمشاهدات الدرامية، نوع فرضه صنّاع الدراما السورية بأساليب ومضامين مختلفة، ومسلسل«خط النهاية» الذي عرضته قناة الدراما مؤخراً دخل بهذا المزاج، وكان قد حقق متابعات عالية عند عرضه عام 2002 عبر(27 )قصة بوليسية مختلفة خطها باقتدار الكاتب هاني السعدي، وأخرجها أسعد عيد والعمل من إنتاج التلفزيون العربي السوري، ويحاكي عبر عدة حوادث الجهود المضنية لقوى الأمن الجنائي لإماطة اللثام عن غموض بعض القصص، وتدخل الكاميرا في الجانب الحياتي والاجتماعي لحياة ثلاثة من ضباط الأمن الجنائي، ويرصد ملاحقاتهم للمجرمين وملابسات القضايا والقبض على مرتكبيها.. بالعودة إلى أجواء تصوير العمل التقت (تشرين) المخرج أسعد عيد في حوار استعاد بعضاً من ذكرياته خلال عمليات التصوير:
* سنستذكر معك بعضاً من ملامح مسلسل (خط النهاية)؟
«خط النهاية» من الأعمال المهمة في مجال الطرح البوليسي، وهو من تأليف هاني السعدي، وهو من الكتّاب المهمين في الوطن العربي، وأحد الذين أسهموا في نهضة الدراما السورية، وله العديد من الأعمال المهمة التي تشهد على حضوره المحلي والعربي، وهذا العمل من نوع (متصل منفصل) يحوي كماً من النجوم السوريين، إذ في كل حلقة هناك جريمة يتم تناولها من جهة منشأ الجريمة وماهيتها.
* هل القصص التي طرحت عبر العمل تمت الاستعانة فيها من ملفات القضاء وأعيدت معالجتها درامياً، أم هي استحضار من خيال الكاتب، وكيف تم الاشتغال على البحث في تفاصيل الجريمة؟
الكاتب كان على دراية واطلاع بالقصص كلها، وبعض التفاصيل تم الاشتغال عليها من الجانب النفسي إضافة إلى الدلائل التي يعمل بها الأمن الجنائي ممثلاً بالفنانين: وائل رمضان وعبير شمس الدين ونضال نجم.. وتم التركيز في العمل على أن الجريمة منشؤها نفسي، كما تم البحث في الدوافع وحاولنا في (خط النهاية) أن نعالجها بوعي، وأن نبتعد عن الأشكال السائدة والتقليدية في المعالجة، وأن نبين أسباب الجريمة، هل هي اجتماعية أم اقتصادية أم نفسية.
* هناك مأخذ على هذا النوع من الأعمال وهو أنها تفقد عنصر الدهشة والإمتاع.. أي في المشاهدة الثانية يذهب هذا الموضوع؟
البحث عن عنصر المفاجاة والتشويق كان غايتنا والعمل في هذا النوع من الأعمال صعب جداً لأن الثقافة العالية لكل من المخرج والكاتب مهمة جداً وخاصة فيما يخص علم النفس العام، وهي شخصيات على الورق، وإحياؤها لتكون شخوصاً من لحم ودم أمر ليس بالسهل، وقد تم التركيز على الدوافع.. فعندما يتغلب دافع على دافع يتحول الإنسان إلى مجرم، وتبدأ الأمراض النفسية بالظهور.. والأمراض النفسية كثيرة وقد استفدت من دراستي في هذا المجال، وطوعتها في خدمة العمل بمعنى البحث في أمراض الشخصية وأسلوب معالجتها .
* بعد مرور هذا الزمن على إنتاج العمل، هل تشعر أن هناك مشاهد لو تم تصويرها كان من الممكن أن تظهر بشكل أفضل أو أن هناك إضافات كانت قدمت للعمل شيئاً، ولو أعيد تصويره الآن بتقنيات جديدة هل سيكون مختلفاً من ناحية التصوير والإخراج والمونتاج وأمكنة التصوير؟
الفنان والمخرج يجب أن يطورا نفسيهما، وبالتأكيد هناك عوامل متعددة؛ أولها التقنيات والكاميرات، وبالمناسبة هذا العمل تجاوز عدد مواقع التصوير فيه الـ 200 موقع، ومعظمها كانت أماكن جديدة تدخلها الكاميرا للمرة الأولى، وفي ذلك الوقت تمت الاستعانة بأبطال (الرالي) خلال مطاردات السيارات وبتواضع شديد أقول كان العمل من الأعمال المهمة بين الأعمال العربية، وكانت هناك عمليات تصوير في عرض البحر، وهي من أصعب عمليات التصوير، وأكيد أن تقنيات التصوير الحديثة كانت ستحدث قفزة في العمل، ولكن لا أنكر أن الكاميرات التي صورت فيها كانت ذات جودة وتقنية عالية، إضافة إلى أن العمل كان يحوي خطين مهمّين الأول: خط الأحداث، والثاني: هو الشكل والحس البصري الذي تم توظيفه في السياحة عبر حركة الكاميرا بالتقاط جمالية مواقع التصوير، وأعتقد أن صناع الدراما السورية يستدركون أهمية التصوير في أجمل المناطق في سورية لأن السياحة دخل قومي للبلد، لذا نستطيع توظيفها عبر الفن والدراما لأن كليهما يشكل دخلاً مهماً لاقتصاد البلد، وكان يعنيني الحدث والمعارك والأكشن وكل ما هو موجود في روح العمل استخدمها كما يجب، وطوعتها ضمن السياق العام وبما يخدم فكرة المسلسل.
* ما رأيك في الدراما المشتركة وهل أنت مع ما يقدم على مستوى الفن العربي؟
عندما كنت أمينأ عاماً لاتحاد الفنانين العرب قدمت موضوع الدراما التكاملية أي الأعمال المشتركة، ونجومنا أثروا الدراما العربية، والآن الدراما السورية تستعيد ألقها ولكن بشكلٍ بطيء، وأتوجه لصنّاع الدراما بعدم استبعاد الخبرات والاستفادة منهم لنهضة الدراما السورية، وتقديم نصوص تلامس الواقع العربي والتفكير بموضوع توزيع العمل كقيمة فنية درامية، وليس مالية، وبما يتناسب مع توجّه المزاج العام للجمهور، وفي النهاية لا يصحّ إلا الصحيح ، أنا لا أؤمن بالكم بل بالنوع والدراما.. فمنذ السبعينيات وحتى منتصف الأزمة كانت دراما سورية متميزة، وتصدّرت بمشاهداتها وحضورها المحطات العربية، وفي خضم هذه الأزمة- الحرب الكونية هناك دخلاء على المهنة والبعض من صناع الدراما من منتجينا كان الاستسهال عنوانهم، وكتابة النص لها أصولها ومبادئها، وإنتاج النص كعمل يمر بعدة مراحل كي نصل الى موضوع دوران الكاميرا .
* ما جديدك الحالي؟
لدي ثلاثة أعمال قيد التحضير، كل عمل 30 حلقة، هناك عملان مع الكاتب محمد الزيد، الأول: يحمل عنوان «أبو نجيب»والثاني: بعنوان «إلك ولا للديب » وهناك عمل سيتم تصويره في الساحل وباللهجة البيضا من تأليف الكاتبة عفراء عجيب وجميع هذه المسلسلات من إنتاج شركة «قبنض» للإنتاج والتوزيع الفني
* بخصوص مسلسل (أبو نجيب) هل له علاقة بمسلسل (زمن البرغوث) والتي أداها باقتدار الفنان سلوم حداد أم إنه مجرد تشابه أسماء؟
** لا ليس بالضرورة، وهذا اسم مؤقت، وأنا لا أقدم أعمالاً إذا لم تكن تحوي اشتغالاً حقيقياً في المجال البصري وتنوع اللوكشينات وخاصة الكوميدية التي تعد من أصعب أنواع الفنون، والعمل حلقات متصلة، ويحوي موضوعات مهمة عن الواقع الراهن وسيتم تناولها بأسلوب اللايت كوميدي.