أسعد الجبّوري في مواجهة مارك زوكربيرغ!

تشرين-زيد قطريب:

بدعةٌ جديدة فاجأنا بها الفيس بوك، عندما قام بحظر الشاعر أسعد الجبوري، بسبب نصوصه التي «تنتهك القوانين»! ولم نعرف إن كانت الإدارة الزرقاء تفضل القصيدة العمودية أم التفعيلة أم الهايكو، حتى قامت بهذا الإجراء الإبداعي النادر الذي يشبه فضيحة «أمير الشعراء» عندما لم تميز لجنة تحكيم «دكاترتها» بين الفاعل والمفعول؟.

كتبنا كثيراً عن المسابقات التي تدعم نوعاً معيناً من الأساليب الأدبية، ونشوء ما يسمى بتدوير الذائقة بناء على كمية رأس المال المطروحة على طاولة المسابقات؛ فالشعراء العرب يمتهنون شغفاً لا يطعم خبزاً، وتالياً هم مضطرون للمسايرة والانصياع للشروط، حتى لو كانت على حساب قواعد سيبويه والخصوصية الإبداعية للشاعر. في هذا، لا يختلف ما حصل في الفيس بوك عما حصل في أمير الشعراء، فالسطوة الإعلامية وإعطاء جواز المرور للقصيدة في مواقع التواصل الاجتماعي تتفق مع الجوائز المالية في موضوع التسويق والحجب.

يكتب أسعد الجبوري ضمن رؤيا لغوية مغايرة، ويحاول تحريض الكلمات لتنحت صوراً جديدة مختلفة عن السائد المستقر من الشعر، وعلى الأغلب يميل نحو السريالية ونبش معجم الكلمات بحثاً عن تعابير جديدة. وجميعها عمليات مشروعة لا تحتاج موافقات من «مارك زوكربيرغ» الذي يمارس أيضاً عقاباً على كل من يكتب كلمة فلسطين أو مقاومة وغيرها على الموقع.

المطلوب من العرب، أن يدفعوا ضريبة بقائهم مستهلكين في حقل التطور العالمي، وكأن مارك يقول: لقد سمحنا لكم باستخدام السوشيال ميديا، شرط ألا تفكروا ولا تخرجوا عن الخط الذي نتكفل نحن برسمه.. فأنتم مجرد جموع لا تعرف من التكنولوجيا شيئاً سوى التحيات ونشر البوستات التافهة مع صور الاستعراض.

السابقة خطيرة بالفعل، فقصائد الجبوري لا تتضمن أي محتوى ينتهك الأخلاق ولا تتضمن صوراً فاضحة أو عبارات نابية، كما لم تصل إلى الشاعر رسائل تخبره بأن هناك تبليغات تجري بحق صفحته، وتالياً فإن قرار حظر الشعر هو قرار اتخذ حيال نوع الكتابة، ولا نستغرب أن تلجأ بعض الهيئات القوية مالياً إلى الاتفاق مع الفيس على منع شعراء قصيدة النثر من النشر على الموقع الأزرق، مثلما فعلوا عندما أسسوا مسابقات تحتفي بالقصيدة العمودية والشعر العامي من دون غيرهما من فنون كتابة الشعر!.

تمشي البشرية، وكأن هناك كونترولاً ضخماً، يسيّر مجموعة كونترولات فرعية، تصب في المكان نفسه، وإن ما يتحدث الناس عنه من نعمة التكنولوجيا، من الوارد أن يكون وبالاً عليهم في السنوات القادمة، خاصة الشعوب التي لا تمتلك السيرفيرات ولا مفاتيح التشغيل أو كودات البرمجة الرئيسة.

لا يحق للعرب الاعتراض على شيء لم يساهموا في صنعه، ونتفهّم هذا، في واقع لا يخلوا من الأجندات والإدارات المبنية على أهداف محددة غير معلنة سنكتشفها عاماً بعد آخر. المهم أن تبقى الشعوب المستقيلة حضارياً، ترسل صور الحيوانات والمباركات والدعوات على المنابر، من أجل تحريك الجو وتأدية ما عليها كجماهير تجلس على المقاعد في الملعب، ولا تشارك أبداً في المباراة!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية