رفيق سبيعي سنوات ستّ من الأفول
تشرين- حنان علي:
ابن الحارة الدمشقية «الزكرتاوي» العريق المشبع بالطيبة والنخوة، ، فنان الشعب من دون منازع.. أول الوجوه التي ظهرت على شاشة التلفزيون السوري، ورائد الأغنية الناقدة في النصف الثاني من القرن العشرين .. ست سنوات مضت منذ لفّ «أبو صياح» شاله وودعنا، تاركاً عبق حضوره في ذاكرة السوريين و العرب.
المغني الفتيّ في أعراس الحي، العاشق لألحان عبد الوهاب، قرر التمرد متحدياً إرادة الأب ونظرة المجتمع مختاراً المضي قدماً في درب الفنّ الشائك، مستهلاً تاريخه الفني باسم «رفيق سليمان».
مبتكراً شخصية «أبو صياح»؛ أسس المشخصاتي الطموح فرقاً مسرحية مطلع الخمسينيات، مشاركاً في عروض شهيرة في المسرح القومي حتى جذب قبضاي الحارة اهتمام أحد مؤسسي التلفزيون السوري، الكاتب والإعلامي والدبلوماسي صباح قباني الذي لم يتوان عن دعوته إلى الخوض في أول خطوات مسيرته الفنية التلفزيونية مع الثنائي الفني العريق نهاد قلعي و دريد لحام. تعاون بديع أثمر عن مسلسلات خالدة أولها مطعم السعادة، مقالب غوار، و حمام الهنا، ومبروك، و عريس الهنا ، ليشرق حضوره في مسلسلات نهاية رجل شجاع و ليالي الشرق وعدد من مسلسلات البيئة الشامية في مسيرة دامت أكثر من خمسين عاماً، اختتمها بمسلسل حرائر.
بخفة الظل و روح الدعابة قدم رفيق سبيعي المونولوج بأسلوب فريد خاص عده النقاد استهلالاً للأغنية الناقدة الشعبية .. يا ولد لفلك شال ، لا تدور عالمال،شرم برم كعب الفنجان، الحب تلت ألوان، ليش هيك صار معنا، ليطرح قبل وفاته بعام أغنيته لا تزعلي يا شام .
لم يتوقف الزعيم المعتمر لقبعته الأنيقة شاباً أو مثقلاً بسنوات العمر، عن قصد إذاعة دمشق ملقياً بالمودة بين أروقتها للجميع، مخرجاً العديد من البرامج و المسلسلات و التمثيليات الإذاعية .. أكثر من اثني عشر عاماً أصغى جيل كامل لصوته الرخيم متابعاً برنامجه حكواتي الفن.
بلغت كنوز فنان الشعب السينمائية خمسة وخمسين عملاً، أبرزها تعاونه مع الأخوين الرحباني و السيدة فيروز في سفر برلك و بنت الحارس ، ليكون فيلم سوريون آخر ما قدمه المبدع الراحل مع المخرج باسل الخطيب، في رواية لما حدث في سورية أتون لحظات المعاناة.
بالرغم من تقدمه في السن لم يعتزل فنان الشعب العمل في التمثيل حتى وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 2017 عن عمر ناهز السبعة والثمانين عاماً،وليسدل الستار بوفاته على أحد مؤسسي ورواد الدراما السورية.