لقطات
1
انطلقت في الآونة الأخيرة مهرجانات أدبية عدة تحمل أسماء مبدعين معاصرين رحلوا، تجاربهم ذات ثقل إبداعي مهم، كالشاعر محمد نديم، والأديب صدقي إسماعيل، ويُعدُّ ذلك تكريماً لائقاً حتى لو كان المهرجان لدورة واحدة. وكان هذا التقليد قد سار قبل سنوات الحرب، إذ انطلق أكثر من مهرجان في أكثر من مدينة سورية، ففي الرقة انطلق مهرجان العجيلي للرواية عام 2005 الذي حمل اسمه قبل وفاته بأشهر، لكن الحرب أوقفته، وفي حمص حملت دورات بعض مهرجانات الشعر لبعض الهيئات الثقافية أسماء شعراء، مثل: نزار قباني، عبد الباسط الصوفي. فتحيةُ الأدباء الذين مضوا واجب على الأجيال اللاحقة، لكن يفترض أيضاً عدم نسيان بعض الأسماء من الذين رحلوا أو مازالوا على قيد الحياة من الأديبات، فما الذي يمنع من تسمية مهرجان روائي باسم الروائية غادة السمّان، أو مهرجان شعر باسم الراحلة سنية صالح، فأن تحظى مبدعاتنا بتسمية مهرجانات على أسمائهن، أقل من الواجب الأدبي تجاههن.
2
ليس من الضروري إن كان أديب ما قادراً على اجتراح أشكال جديدة أو كتابة نصوص متجددة، يتجاوز فيها ما أنجزه سابقاً، باعتراف نقاد وإعلاميين، أن يكون ممن يُعدّون في مقدمة الأدباء الذين يُعتدّ برأيهم ووجهة نظرهم في مسألة تخص المجتمع، فهذا ما أثبتته الحروب التي عصفت ببعض البلاد العربية، سواء من بين الأدباء الذين ظلوا في بلادهم أم الذين هاجروا لبلاد أوروبية وأمريكية لأسباب عدة. فإشراقات النص الأدبي وتمايزها، لا يمكن لها أن تكون سبيلاً للاتفاق على آراء تخصّ المجتمع والبلاد سياسياً ولا تاريخياً ولا ثقافياً.
3
صدرت روايات سورية عدة، بعضها يصَنّف ضمن أدب الحرب، ورغم أننا لم نطّلع عليها جميعاً، لكننا نشير إلى أن خير الروايات وأفضلها من جهة الموضوع والمضمون، هي الروايات التي تتبع حسّ الموضوعية، فرواية الحرب عامة، تأتي لتقدّم موقفاً أدبياً إنسانياً من دون أن تستجدي مشاعرنا تجاه مواقف أو حوادث محددة، بل تجاه إدانة الحرب بشكل عام وأساس، وتأخذ بيد قارئها إلى وعي أسباب الحرب وتطرح عليه أسئلة لتحرضه على محاولة الإجابة ورفع نسبة وعيه، من دون أن ننسى أن ذلك لا يكتمل من غير مقومات فنية ملائمة.