سبل نجاة؟!

أيام قليلة نودع هذا العام، الذي صنف بالأسوأ، فالحرب الاقتصادية أقسى وأشد إيلاماً، وخاصة في شهوره الأخيرة بعد اشتداد الغلاء وأزمة محروقات خانقة، تركت آثارها السلبية على جميع القطاعات وخاصة الإنتاجية، وسط تنقل مكلف، ألزم من يبحث عن لقمة العيش بعيداً عن الوظيفة براتبها المحدود، البيوت إلى حين الإعلان عن نهاية مفرحة تعيد الحياة والإنتاج.
أزمات العام الحالي المتدرجة في شدتها وتقلباتها، كان للحصار دور كبير في ولادتها وتكبيرها، لكن أيضاً سوء إدارة الملفات الاقتصادية وعدم استثمار موارد البلاد الغنية كالزراعة والصناعة ساهم في زيادة عيارها الثقيل، وهو ما يؤمل تلافيه في العام القادم وإصلاح ما خرب وعطل، فماذا يمنع مثلاً منح الفلاح الدعم الكافي وتأمين مستلزمات زراعة أرضه وخاصة المحاصيل الاستراتيجية، مع تشجيع أهل الريف على الاهتمام بأرضهم لضمان تحقيق مصادر دخل جيدة، وتفعيل الاقتصاد المنزلي والعائلي وتوسيعه ليشمل إقامة مشاريع صغيرة مشتركة بين أهالي القرية الواحدة، وإنشاء مشاريع حسب المزايا النسبية لكل منطقة ومدينة وقرية، والاهتمام بالتصنيع الزراعي بشكل متكامل مع القطاع الصناعي، ما يضمن مد السوق بمنتجات محلية بأسعار مقبولة، ومنح قروض بفوائد مخفضة وإعفاءات لتشجيع أهل الزراعة والصناعة على تركيب الطاقات المتجددة لكون الكهرباء التقليدية غائبة في الأرياف، ما يسهم في تأسيس مشاريع صغيرة وتوليد فرص عمل تشغل آلاف العاطلين عن العمل، فالريف بإمكانياته الكبيرة يفترض أن يكون مولدا لفرص العمل وليس باحثاً عنها، بالتوازي يفترض تقليص السلع المستوردة وخاصة المشابهة للمنتج المحلي والكماليات، بغية التوجه فعلياً صوب الاعتماد على الذات، من دون إغفال الشق المعيشي للفئة الموظفة عبر زيادة الرواتب بأقرب وقت، إذا لا يعقل أن تصل تكاليف المعيشة إلى قرابة مليونين ليرة بينما الراتب لا يتجاوز الـ150 ألف ليرة، فهذا الإجراء أصبح ضرورة اقتصادية ومعيشية ملحة.
تغير الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب لن يكون بالأمر السهل أو بكبسة زر، حيث يحتاج إلى عمل طويل وجهود كبيرة في العام القادم، ما يتطلب خطة مدروسة للإنقاذ يديرها أصحاب الكفاءات والخبرات ممن يجيدون التفكير من خارج الصندوق، مع عدم الاتكال على الحكوميين فقط لإنتاج الحلول، فاليوم الكل مطالب بالمساهمة في الخروج من التأزيم الحاصل، فالتكافل الاجتماعي عند بلورته بشكل فعلي يشكل سبل النجاة وخاصة إذا كان هناك مبادرات جماعية من الفعاليات الاقتصادية وأهل المال، بدل الشكوى المستمرة رغم أحقيتها، آملين أن يحمل العام القادم بوادر الفرج المنتظر ويزيح الأعباء على المواطنين الصابرين…وشخصيا سأكسر جرة على الباب في نهاية هذا العام حتى لا تتكرر أيامه السوداء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا